ابحث cherche

jeudi 24 novembre 2011

حول أحداث لوحة مايكل أنجلو بمعهد الفنون والحرف بالقيروان



على إثر الاعتداء بالمعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان
تقرير الأستاذة

رغم تفهمي أن يوم الامتحان يعرف فيه الطلبة نوعا من التوتر والإحساس بالضغط ومع إني كنت قد أعلمت طلبتي المرسمين بالسنة الثانية «تصميم صورة» بموعد امتحانهم منذ 5
 أسابيع وفي الأسبوع الفارط قدمت لهم صورة ستعتمد كسند للامتحان
La création d’Adam de Michel Ange
مدتتهم بمجلدي الخاص ليتمكنوا من طباعتها وطلبت منهم أن يقوموا ببحث في خصائصها في غضون الأسبوع ليتسنى لهم الإجابة على أسئلة الاختبار يوم 21علما وان هذا الامتحان ليس للتقييم فحسب وإنما «أداة بيداغوجية» لتركيز ثوابت البرنامج حيث أن أهمية هذا المقترح للدرس في علاقة مباشرة مع اختصاص الطلبة: تصميم صورة  والمادة التي ادرسها «sémiologie» بما انه يعتبر حجرا أساسيا لمجموعة من الصور المتداولة في حياتنا اليومية (مثلا شعار نوكيا)وانه في برنامجي البيداغوجي توجد العديد من الإشارات، الإيحاءات والاعتقادات لهذا العمل سواء في المعلقات أو في أعمال أخرى 
 (Affiches de films ,affiches pub ,critères Logos et B.D)
 في الساعة 10.30 خرج الفوج الأول بعد انجاز الامتحان, وفي وقت الراحة توجهت إلى السيد مدير المعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان، علما وأني أدرس في فضاء مشترك يتقاسمه كل من  المعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان ومعهد آخر لأعلمه بأنه قد تواجدت اليوم في القاعة في الفريق الأول طالبة مسجلة جديدة «منقبة» وأنني قد قبلتها اليوم لعدم إثارة شغب وبلبلة أثناء الامتحان ولأعلمه كذلك بحالة طالب في الفريق الثاني قد غادر القاعة بعد إرجاع ورقته معبرا عن تضجّره. 
وما راعني عند رجوعي لمراقبة سير الامتحان للفوج الثاني الا وجود 4 طالبات فقط في القاعة، في بادئ الأمر طلبت منهن أن يؤدوا الاختبار وأغلقت نوافذ وباب القاعة إذ كان هناك طلبة في الساحة ، لكن بدأت المشاكسات إذ أنني كلما أغلق نافذة الا وعمد الطلبة الى فتحها من خارج القاعة، اقتربت من طالباتي لأهدئ من روعهن فقالت لي إحداهن: نحن خائفات فقد هددنا هؤلاء الطلبة لأننا مكثنا في القاعة وأنهم أيضا «يتوعدونني» ثم اقتحم هؤلاء القاعة فطلبت منهم المغادرة فأبوا وكانوا يريدون تفسيرات حول هذا الامتحان، حينها طلبت من الطالبات بأن يتوقفن عن الامتحان وأن يذهبن للإدارة للإعلام عما يجري في نفس الوقت بدأ باقي الطلبة بالصراخ فقلت لهم أنه يوم الإمتحان وسنتحاور في الحصّة القادمة. غادرت القاعة وتوجهت للإدارة لأتصل هاتفيا بمدير مؤسستي لإعلامه بما يحدث
في تلك الأثناء توجه هؤلاء الطلبة الى قاعة أستاذ آخر مطالبين طلبتي من الفوج الموالي بأن لا يجروا الامتحان وجاء مدير المؤسسة الثانية وطلب مني استفسارا ففسرت له ما فهمته وقال انه سيجتمع  بهم ليهدئ الموضوع. مكثت في ذلك الوقت بقاعة الأساتذة ثم عاد السيد مدير المؤسسة المذكورة وأعلمني أنهم يريدون النقاش معي شخصيا وطلب مني بان أشرح الموضوع لممثلين عن الطلبة، عندها اقتحم فريق من طلبة، ليسوا من طلبتي، قاعة الأساتذة متوعدين وغاضبين، عندها فهمت أنني في مأزق لكي لا أقول فخ، وخفت وحاولت أن أفكر في طريقة لأخرج من هذا الموقف إذ كان علي أن «ابرر» اختياراتي البيداغوجية لفوج من الساخطين الذين لا ينتمون إلى المعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان.
وقمت بالتفسير، ولم يكن الكلام في ذلك الوقت بالأمر الهين إذ كان يتخلل سماعي أو استجوابي انقطاعا بتدخلات عنيفة من أصابع قرب وجهي وصراخ واستنطاقي إن كنت «مسلمة» أم لا ثم حاولوا إرغامي لفظيّا بالتحول معهم الى قاعة الدّرس لأقوم باعتذارات أمام الملإ لمساسي بعقيدتهم، عندها جاء مدير مؤسستي السيد الصحبي العلاني وحاول بكل قواه وفصاحته الخروج من هذا الموقف وبرغم كل ذلك طالب هؤلاء بان أعيد الامتحان لطلبتي وان أغير الموضوع وان لا احتسب هذا الأخير في التقييم، وتعهد لهم بذلك مدير المؤسسة الثانية.
بعد ذلك عاد سخط المجموعة وتعالت الأصوات تطالبني بأن أعلن إسلامي بنطق الشهادة
وخف الصخب حين تعهد طالب عندي بأن يمدهم في كل حصة بتقرير حول محتوى الدرس، ولم أتمكن من مغادرة  المؤسسة إلا بحماية مجموعة من طلبتي الذين نالوا قسطا من السب والشتم لحمايتهم لأستاذة لا تستدعي الاحترام لأنها ليست «مغطاة» أو «محجبة»

المجلس العلمي: ضرورة عدم الخلط بين المقتضيات
الفنية والاعتبارات العقائدية
اجتمع المجلس العلمي للمعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان في جلسة استثنائية طارئة للنظر في الأحداث الخطيرة التي جدّت صبيحة يوم الاثنين 12 نوفمبر 1102 بالمقر الفرعي للمعهد والتي تمثّلت في تعمد مجموعات من طلبة المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقيّة بالقيروان، وطلبة المعهد العالي للدراسات القانونية والسياسيّة بالقيروان وعدد من طلبة معهد الفنون والحرف معزّزين بأشخاص غرباء عن المؤسّسات المذكورة من ذوي الانتماءات المعروفة، تعمّدهم اقتحام الحرم الجامعيّ والهجوم على إحدى قاعات التدريس وإخراج إحدى الزميلات عنوة أثناء قيامها بإجراء الامتحانات في مادّة «دلالات الصورة» دون أدنى مراعاة لحرمة المكان وهيبة إطار التدريس، حجّتهم في ذلك أنّ الاختبار الذي كان الطلبة بصدده  يتضمّن صورة فيها تجسيد للذات الالهيّة.
وأمام الفوضى العارمة التي سادت المكان، خيّرت الزميلة الاحتماء بقاعة الأساتذة، ولكنّ الطلبة أو المجموعة التي جاءت لدعمهم ونصرتهم من الخارج قاموا بمطاردتها ومحاصرتها ثمّ تعمّد بعضهم اقتحام قاعة الأساتذة. ولم يكتفوا بالتهجّم على الزميلة ورميها بشتى النعوت وطعنها في عقيدتها بل بلغ بهم الأمر حدّ المواجهة اللفظيّة مع بعض الأساتذة الموجودين بالمكان، والذين حاولوا بشتى وسائل الإقناع والحوار ثنيهم عن صنيعهم وتخفيف حالة الإحتقان والفوضى والتوتر الشديد الذي بدا عليه المهاجمون.
ورغم محاولات التهدئة وتدخل بعض الأطراف لتوضيح مضامين البرنامج الدّراسي في مادتي الفنون التشكيلية والتصميم وبيان بعدها عن أية خلفيات دينية وعقائدية مباشرة أو غير مباشرة، فإن الطلبة الذين قاموا بالهجوم أصروا على «إستتابة» الأستاذة وطلبوا منها أن تجهر بتمسكها بالإسلام دينا وأن تنطق الشهادتين أمام الحضور وأن تعتذر علنا عمّا بدر منها من طعن في العقيدة الإسلامية - حسب رأيهم-
وبعد جدل كبير تمكنت الأستاذة من مغادرة مقر المعهد تحت حماية عدد من طلبتها وزملائها والإداريين.
وإزاء هذه الأحداث الخطيرة وغير المسبوقة التي لم تشهد معاهد الفنون الجميلة ومعاهد الفنون والحرف مثيلا لها منذ تأسيسها في أواخر الستينات من القرن المنصرم، يؤكد المجلس العلمي للمعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان ما يلي: 
 1ـ إدانته الشديدة للأحداث التي جدت بالمعهد والتي تتجاوز شخص الزميلة لتمس من خلالها كافة إطار التدريس.
 2ـ تضامنه المطلق مع الزميلة ودعمه لها في ما تعرضت له من تجريح وتهديد وطعن في معتقداتها وإستنطاق لشخصها وتعد سافر على كرامتها. 
 3ـ دعوته كافة الأشخاص الغريبين عن مجال الفنون التشكيلية وغير المطلعين إطلاعا كافيا عليها إلى عدم التسرع في إصدار الأحكام وإلى عدم الخلط بين المقتضيات الفنية والاعتبارات العقائديّة التي لا نسمح – كمسلمين – بأن يطعن فيها أحد كائنا من كان كما نرفض توظيفها توظيفا فئويا ضيقا ليست لها من غاية سوى تجييش المشاعر وبث الفرقة.
 4ـ تذكير بأن تدريس الفنون التشكيلية في كافة جامعات العالم يستوجب العودة إلى الآثار الفنية الكبرى (ومن بينها الرسام ميكال أنجلو الذي كان موضوع الإمتحان) لتحليلها ونقدها وبيان مكانتها في تاريخ الفن دون أن يعني ذلك أن الأستاذ الذي يدرّس يعتنق المضامين العقائديّة التي قد تنطوي عليها أو يتبنى الخلفيّة الفكرية التي تتأسس عليها. فعملية التدريس لا تتجاوز السياقات البيداغوجية التي تكتنفها، والضوابط العلمية التي تحكمها، والمعايير التقنية التي تحدد موقفنا الجمالي منها.
 5ـ إلحاحه على ضرورة تحييد الفضاء الجامعي (وفضاء تدريس الفن على وجه الخصوص) من النزاعات الفكرية والتجاذبات الإيديولوجيّة حتى يتسنى للجامعة أن تحقق دورها في بناء أجيال رشيدة ومتوازنة في تكوينها الأكاديمي وفي سلوكها المواطني.
 6ـ تحميله كافة الأطراف التي يهمّها أمر الجامعة التونسيّة مسؤولياتها كاملة في مثل هذا الظرف التاريخي الذي تمرّ به بلادنا من أجل تضافر الجهود في الدفاع عن قيم الحريّة والحقّ والخير والجمال.

mardi 22 novembre 2011

انطلاق الاحتفال بمائوية المسعدي بالقيروان


انطلاق الاحتفال بمائوية المسعدي بالقيروان
القيروان : الصحافة
بدأت القيروان يوم الجمعة 18 نوفمبر بتنفيذ برمجتها الخاصة بالاحتفاء بمائوية الأديب الكبير محمود المسعدي  حيث انتظمت بقاعة الندوات بالمركب الثقافي أسد بن الفرات الحلقة الأولى في هذا الإطار والخاصة  بمداخلة و قراءات لنصوص و رسائل مجهولة بإشراف اللأديب الشاعر حسين القهواجي وتنشيط من مدير الدار خالد العجرودي  .
وقع ضمن الأمسية تقديم مجموعة من الكتب النقدية حول المسعدي لأبي زيان السعدي ومحمود طرشونة بالإضافة إلى مؤلفاته ، كما تمّ تقديم سيرة المحتفى به الذاتية وترجمته الموثوق بها .
وتم لأول مرة قراءة جزء من حوار أجراه الناقد العراقي الكبير ماجد السامرائي مع محمود المسعدي منشور في مجلة الأقلام العراقية في ست صفحات وأهم ما جاء فيه حديث المسعدي عن مأساة الإنسان، هذا الكائن الوحيد الذي يطرح حوارق الأسئلة
تطرق اللقاء إلى علاقة المسعدي بالشهيد المناضل فرحات حشاد وهو جانب منسي في سيرته الذاتية حيث أهداه كتاب السد وكانت بينهما مكاتبات، كذلك وقع الحديث عن رسالة بعث بها المسعدي من تازركة سنة 1938 إلى صديقه الهادي نويرة حين كان يقيم بباريس ويحدثه فيها عن صديقه صالح بن يوسف والذي كانت بينهما صداقة أيضا ووثائق ومكاتبات.
تم في الأمسية قراءة أيضا نص نقدي لتوفيق بكار منشور في رحاب المعرفة حول " من أيام عمران" والتي خصصت وقتها عددا خاصا حول المسعدي.
وقد أكد الحضور على وجوب المحافظة على مجلة الحياة الثقافية التي أسسها المسعدي في السبعينات هذه المجلة العريقة والقيّمة والتي خصصت بعض الأعداد لدراسات حول أدب مؤسسها وفكره وقد اشتمل عدد صدر قبل وفاة المسعدي حوارا أجراه معه الأديب حسن بن عثمان يعتبر وثيقة هامة.
ومن الطرائف التي ذكرها الشاعر حسين القهواجي اهتمام المسعدي بالفن التشكيلي واقتناءه العديد منها  فبيته متحف لمدرسة تونس من عمار فرحات إلى يحي التركي وعبد العزيز القرجي وغيرهم فأكبر رسامي تونس موجودون في بيته بين الهدية من هؤلاء الفنانين والاقتناء، والمسعدي حينما كان يكتب تأملاته كان يستمع إلى الكونسولتو والسوناتا والسمفونيات وكان يقرأ لشوبنهاور على نغمات بتهوفن الساحرة 
ومن النصوص الجميلة للمسعدي التي كتبها عن القيروان سنة 1958 والتي قرأها القهواجي بصوته الجميل:
القيروان المدينة المليئة التاريخ بكبير الأحداث وعظيم العبر مما يصغر في جانبها كثير الكلام، فهي هي في العز والقوة والضعف والعجز، أثقال أبعاد راسخة ممتدة كصمود الصخر الأبيّ في وجوه الذاريات العاصفات. قامت في نائي العصور أول عاصمة للإسلام والعروبة بشمال إفريقيا، وغذت أول عهودها روح البطولة الفاتحة، وأضاءت معالمها أنوار الحضارة الآمنة، وملأت جوانبها عقول العلماء الراجحة حتى كانت بالنسبة لكامل بلاد المغرب والأندلس نقطة الاندفاع ومعين القوّة ومرجع الحياة الغالبة مدى الدهور، وهي لا تزال إلى اليوم.
صومعة جامعها رابضة منذ القرون على أرض عرفت عزائم أهل البلاد كيف تخرج من قحطها الحياة ومن خلاءها الكيان، وكيف تجمع حول حجارتها الصامدة أمة قائمة على كر الأحقاب صامدة للزمان، منبعثة بعد كل رقدة أو أو نكبة، متخلصة من القيود والأصفاد، منطلقة من جديد إلى العزّة بعد الضعف، والحرية بعد الاستعباد والأمن بعد الاضطراب  والازدهار بعد الإجداء،  وإلى العلم والخلق والإنشاء بعد الجهل والانطواء، لذلك كلّه بقيت القيروان بين كل ما يمكن أن يرمز إلى روح هذه الأمة وجهادها الدائم في سبيل الكيان العبقري الحر رمزا في عهد الاستقلال والبناء بعيد المدى.
والجدير بالإشارة أنّ تونس بدأت متأخرة في هذه الاحتفالية حيث سبقتها القاهرة منذ الشهر الماضي والعدد الأخير لمجلة العربي خير دليل على ذلك.
عادل النقاطي
        

dimanche 6 novembre 2011


لطفي البريكي رئيس قائمة الطاقة النظيفة
يطالب بتخصيص بند في الدستور يؤكد حق التونسي في الطاقة النظيفة.

الطاقة البديلة حق دستوري لكل مواطن تونسي ولكل مصنع تونسي ولكل فلاّح تونسي ولكل تلميذ(ة) تونسي ولكل طالب(ة) تونسي ولكل نزل تونسي ولكل مطعم تونسي ولكل مقهى تونسي ولكل المؤسّسات التونسية العامة منها والخاصّة ولكل شبر من التراب التونسي واجب وطني وقرار تاريخي عظيم وأمانة بين ايديكم فلا تقدم ولا تنمية ولا تشغيل ولا حرّية ولا حقوق انسان بدون حلّ المشكل الاقتصادي وهذا لم ولن يحلّ الا بحلّ معادلة الطاقة.فالطاقات البديلة هي ليست ترشيد استهلاك آلطاقة لان الامر أعمق من ذلك بكثيرانا مع حقوق المرأة ومع حرية المرأة دون التخلي عن شرفها وكبريائها وهيبتها كامرأة عربية ومسلمة شامخة ولكن هل هذا وقت الانشغال بهذا ؟؟ لماذا كلما وصلنا الى مرحلة مصيرية وتاريخية هامة يحاولون اثارة قضايا هامشية ومشاغل فرعية فئوية تلهينا وتشتت تركيزنا على قضايانا الكبيرة العاجلة والمصيرية ؟؟ هل المرأة التونسية مهددة اكثر من 800 الف عاطل عن العمل وثلاثة ملايين ونصف تونسي يعيشون تحت خط الفقر باربعة دنانير في اليوم وتوتر سياسي مخيف ؟؟ هل ان المرأة مستعجلة اكثر من العاطلين والفقراء والمهددين بالفياضانات والمهمشين وهل الحق في التحرر اهم من حقوق نساء ريفيات يعشن الاحتياج والاستغلال والفقر والاعمال الشاقة والحرمان من العيش الكريم ؟؟
حرية المرأة حق طبيعي لن نعود قرونا الى الوراء لمناقشتها والانشغال بها ولكن لا معنى لحقوق المرأة بدون ضمان حقوق الانسان في العمل والعيش الكريم ولا قيمة لحرية وحقوق المرأة في وطن لا حقوق فيه للعاطل عن العمل والفقير والمحتاج.

حقّنا في الطاقة النظيفة دوما لا يحفظه لنا الا الدستور. فنحن نريد طاقة نظيفة وبالتالي بيئة خالية من التلوّث فالهواء النقي والماء النظيف يعتبران من اهم مقوّمات حقوق الانسان وبهما تحفظ كرامة البشر. يضاف الى ذلك فان اسعار الطاقة النظيفة معقولة جدّا ومن خلالها توجد مئات الالاف من مواطن الشغل لذلك فهي فهي تدشّن لعصر الصناعة الخضراء والسياحة البيئية.

حقّنا في الطاقة النظيفة دوما لا يحفظه لنا الا الدستور. فنحن نريد طاقة نظيفة وبالتالي بيئة خالية من التلوّث فالهواء النقي والماء النظيف يعتبران من اهم مقوّمات حقوق الانسان وبهما تحفظ كرامة البشر. يضاف الى ذلك فان اسعار الطاقة النظيفة معقولة جدّا ومن خلالها توجد مئات الالاف من مواطن الشغل لذلك فهي فهي تدشّن لعصر الصناعة الخضراء والسياحة البيئية.
ناجح الزغدودي


محمد الحبيب الهرقام رئيس قائمة التكتل بالقيروان:
أوافق تكون امرأة رئيسة للجمهورية  وليس الوقت مناسبا لإثارة المسائل الخلافية...ولا للتدخل الأجنبي

اعتبر محمد الحبيب الهرقام رئيس قائمة التكتل بالقيروان، ان الوقت غير ملائم لتطارح الخلافات الجانبية وان هذه المرحلة هي مرحلة تأسيس وإصلاح معتبرا ان الحرية تكتسب ولا تهدى كما شدد على ضرورة الاحتكام الى القضاء في جميع الخلافات.
القيروان-الشروق:
وتحدث الهرقام عن تجربة انتخابات المجلس التأسيسي التي اعتبرها "تجربة نتعود عليها" وهو   ما تسبب في عديد التجاوزات والاضطراب في صفوف المواطنين والأحزاب. وأشار انه هناك تهافت على النتيجة وهو ما جعل عديد المترشحين يتسرعون ويرتكبون المخالفات. وقال ان هناك تجاوزات تصدت لها الهيئة الفرعية التي كانت بالمرصاد.كما بين ان التجاوزات التي حصلت لم تؤثر في النتائج بشكل كبير.
ووصف اقبال المواطنين بأنه "أحسن من قبل ولكنه ليس أفضل ما هناك وانه يمكن تسجيل الأفضل وكان يمكن لعملية الانتخابات بجميع تأصيلها ان تكون أفضل". وقال ان التجربة أعطت للمواطن انطباعا أفضل من الانطباعات التي كانت تتركها الانتخابات في السابق. والتي ظلت حسب رايه مؤثرة في المواطنين. لكن المواقف تحسنت بفضل تحركات الأحزاب والإعلام. الى جانب الشعور بالحرية التي يرى انها لم تكن حرية واعية ولا مسؤولة في هذه المرحلة بسبب فعل التوجيه ووصفها بأنها منقوصة.
هنات...ووزن
وعن تقييم أداء الهيئة الفرعية وصفه بالطيب. لكنه أشار الى وجود نقائص قال ان بعضها يخرج عن نطاق الهيئة الفرعية. وم بين المؤاخذات التي سجلها  على الهيئة هو تعين ااعضء مكاتب من لون سياسي واحد قال انه معروف (النهضة مثلا حسب قوله) وقال انه كان من المفترض ان يتم عرض أسماء أعضاء المكاتب على مختلف الأحزاب للنظر فيها. وطالب ان يكون أعضاء المكاتب في المراحل المقبلة مستقلين استقلالية تامة عن جميع الأحزاب.
كما أشار الى نقص آخر وهو إرسال المواطنين غير المسجلين الى الانتخاب في اماكن بعيدة والتي استفادت منها بعض الأطراف التي "اشترت أصوات الناخبين مقابل نقلهم". واقترح ان تتولى الهيئة الفرعية نقل الناخبين من خلال توفير وسائل نقل لتجنب هذه الاخلالات.
وعن الكم الهائل من الترشحات قال الهرقام ان هناك أشخاص ما كان لهم ن يترشحوا حسب نظرته، وقال ان هناك مترشحين لم نكن نسمع عنهم وليس لهم رصيدا ولا وزنا شعبيا. وقال انه على المترشح ان يكون شخصية ذات دور فاعل وحضور في الساحة. رغم ان هناك مستقلين تحصلوا على نتائج أفضل من الأحزاب ورغم ان هناك شخصيات لها رصيد نضالي كبير ولكنها لم تحصل على نتائج مشرفة على الأقل.
واعتبر الهرقام ان كثرة الأحزاب اثر في مستوى ثقة المواطنين واثر في نتائج الانتخابات. وتحدث عن نفسه وعن تجربته السياسية قال الهرقام انه كان يناضل صلب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين واختار شق مصطفى بن جعفر عند انقسام الحزب. وتحدث عن أنشطته السياسية وعن كتاباته (في جريدة الرأي والمستقبل) وكتب عن انتفاضة الخبز كما تحدث عن مشاركته في المسيرات وغيرها من التحركات او ما سماه برصيده النضالي وتكوينه الثقافي ونضالاته.
زكية الضيفاوي احدى مناضلات حزب التكتل وقد انسحبت من الحزب قبل الانتخابات. وبين الهرقام انها انسحبت من تلقاء نفسها بعد تعيين القائمة. وقال انها مناضلة حقيقية ولكنها توقفت عند نضالاتها الشخصية حسب قوله. واعتبر ان ترأسه المكتب الجهوي لحزب التكتل كان بناء على طلب مصطفى بن جعفر وتحدث عن أنشطة وفروع للحزب تحت إشرافه. واعتبر العمل الميداني للأحزاب هو الأهم.
عوامل وإعلام
تحصلت قائمة التكتل التي يترأسها الهرقام على مقعد المجلس التأسيسي بعد فوزه ب 3700 صوت واعتبرها رئيس القائمة غير كافية بالنسبة لحزب يحتل مرتبة متقدمة ضمن الأحزاب الفائزة في انتخابات المجلس التأسيسي على مستوى وطني. وقال ان هناك أسباب داخلية وخارجية أثرت في النتيجة.
أما العوامل التي ساهمت في فوز القائمة قال الهرقام ان منها البرنامج الانتخابي والحضور الشعبي لأعضاء القائمة. لكنه اعتبر ان العمل الميداني لقائمته لم يكن في المستوى المطلوب. وهو نقد ذاتي مسؤول. وقال انه يجب ان نكون صريحين مع أنفسنا.
ومن بين العوامل التي عطلت عمل "التكتل" قال الهرقام ان قائمة العريضة الشعبية قدمت برامج ووعود تعجيزية. وقال انه لم يكن يتصور ان يصدق المواطن تلك الوعود وقال "كانت لدينا ثقة كبيرة في وعي المواطن الذي استطاع ان يقوم بثورة. وقال اننا اعتقدنا ان الشباب الذي قاد الثورة واع. لكنه استنتج ان الشعب لم يبلغ مستوى الوعي المطلوب. وتوجه باللائمة في ذلك الى النخبة التي ابتعدت عن الشعب ولم تقم بواجبها.
وعن دور الإعلام ومدى استفادة قائمة التكتل من الإعلام قال الهرقام ان الإعلام الرسمي فيه بعض الانحياز في خدمة اتجاه معين بشكل راوحت فيه بين بعض الإطراف من خلال انزلاقات لمصلحة جهات معنية ولو من باب حسن النية. كما أشار الى مسالة هامة وهي الدعاية السياسية في المساجد واعتبار التصويت لتيارات إسلامية واجبا دينيا من قبل بعض الأئمة.
ثوابت الهوية
بعض الحوارات الجانبية حول بعض الجزئيات لم يكن من الواجب التطرق اليها لكونها تسببت في عديد المشاكل التي لم يحن أوانها بعد حسب رؤية الحبيب الهرقام. وبين ان هناك ثوابت لا جدال فيها وهي الهوية العربية الإسلامية. وبين ان تسببت في تقسيم الشعب وأشار الى حوارات مقصودة ترمي الى فضح جهات معينة وكشف مدى التزام بعض الأطراف السياسية بالقانون وسلطة القضاء. ويرى ان هناك جهات داخلية وخارجية تحرك النزاعات الفكرية في تونس. وقال ان هناك جهات داخلية تحركها اياد خارجية.
وحول دعوة بعض الأطراف الى التدخل الأجنبي في تونس (فرنسا) من اجل فرض "حريات" معينة وتحقيق الديمقراطية، اعتبر الهرقام ان هذا المر يعتبر خيانة واهتزازا في الوطنية واعتبر ان الحرية في تلك الدول ليست أفضل مما هي في تونس كما اعتبر ان الحرية لا تفرض ولا تعلم وإنما هي سلوك مكتسب.
المرأة...رئيسة!
وعن الاسماء المتداولة لرئاسة الجمهورية قال الهرقام ان "زعيمي" هو اقرب ليكون على راس الدولة وهو مصطفى بن جعفر وقال انه اهل لكل المسؤوليات بفضل تفتحه وتكوينه وثقافته. وعن امكانية ان تكون امراة على راس الدولة وهو امر لم يطرح من قبل اي طرف سياسي، قال الهرقام انه ليس هناك حاليا اي اسم لامرأة يمكن ان يكون حولها اجماع.
وبين "نحن ننادي بالمساواة بين المراة والرجل وقال ان المراة قادرة على النجاح". واكد انه في صورة اقتراح حزب النهضة لاسم امراة في الحكومة او على راس الحكومة باعتبارها صاحبة الاغلبية، قال ان تونس لديها تجارب في نجاح المراة في العمل السياسي. كما اعتبر نجاح الرجل تقف وراءه امراة. واعتبر ان اي مسؤول تؤثر زوجته وأسرته في ادائه وعمله.
مرحلة ولادة
وقبل تشكيل الحكومة بدات تطرح عديد الإشكاليات التي تكاد تتحول الى عقد في المنشار مثل مسالة تعدد الزوجات والجدل حول التبني وغيرها، وهذا الامر اعتبره الحبيب الهرقام سابقا لأوانه اطلاقا وقال ا نالاهم حاليا هو التاسيسي وعدم اثارة المشاحنات. وشبه المرحلة بمرحلة الولادة. واعتبر نجاح الثورة مرتبطا بالمحافظة على هذه المرحلة دون مشاكل وقال ان هذه المسائل الخلافية سيناقشها المجلس التأسيسي في الدستور.
اما عن جهة القيروان التي سيكون احد مثليها في المجلس التأسيسي، قال الهرقام ان عاصمة الاغالبة عانت ن التهميش طويلا رغم قيمتها الحضرية وإشعاعها في الخارج ومكانتها التاريخية كما اعتبرها عاصمة اقتصادية لكونها قطبا فلاحيا وسياحيا. وقال ان القيروان تحتاج الى ان تنهض وان تتحقق فيها التنمية وتتجاوز مرحلة التهميش.
حاوره ناجح الزغدودي

الشاب اسامة الجواي هو أصغر أعضاء قائمة حزب الديمقراطي التقدمي في انتخابات المجلس التأسيسي بدائرة القيروان انخرط في العمل السياسي منذ ايام الجامعة من خلال نشاطه صلب الاتحاد العام لطلبة تونس منذ 2008 ثم اهتم بالعمل الحقوقي من خلال منظمة شبابية "أصدقاء منظمة العفو الدولية بالقيروان) وواصل تجربته صلب الحزب وكان من مؤسسي اول مكتب شباب للحزب وكانت تجربته في الانتخابات اول تجربة وأكثرها ثراء واستفادة رغم عدم فوز قائمته في الانتخابات. فشل يرى ان له عوامله المباشرة وان هناك دروس مستفادة من ورائه.
وعن تجربته في انتخبت المجلس الوطني التأسيسي يقول أسامة الجوادي انها أثرت تجربته السياسية وان لها عديد الايجابيات ومنها ما عاينه من جو ديمقراطي ساد الانتخابات. كما مكنته ترشحه من الاحتكاك بالمواطنين وزياراته عد المناطق الريفية ومعاينة ما تعيشه من مشاكل والتي سعى الى مساعدة المواطنين على حلها والتعريف بها. 

جدل حول حفل أقامته ولاية القيروان حول الانتخابات:
لماذا قاطع أعضاء الهيئة الفرعية ونددوا...وهل عرقل البعض مسار الانتخابات

قاطع أعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات بالقيروان حفل تكريم نظمه والي القيروان دعي اليه مسؤولون محليون وجهويون وإطارات أمنية وأعوان الولاية. واتهم أعضاء الهيئة الولاية بالتدخل في العملية الانتخابية.

في بيان صادر عن الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات اتصلنا بنسخة منه ندد أعضاء الهيئة بما وصفوه بتدخل المسؤولين الجهوية  (الوالي) في تكريم من ساهموا في إنجاح الانتخابات وتكريم من لا يستحق من خلال منح نفسها حق تقييم المجهودات المبذولة من الأطراف المعنية. واكدوا ان هذه الممارسات تذكر بممارسات العهد البائد وتدخلها في الانتخابات.
الهيئة الفرعية كانت اتصلت بنا منذ يوم الخميس 03 نوفمبر حال تلقيها الدعوة لحضور الحفل. والتقينا بأعضائها بمقر الهيئة في نفس التوقيت الذي انطلق فيه ما سمي بحفل التكريم لفائدة الإطارات المساهمة في انجاح الانتخابات. كما تحولنا الى مقر الولاية اين اقيم حفل التكريم. وقد ابتدر والى الجهة الحفل بدقيقة صمت ترحما على روح رجل الأمن الذي قتل مؤخرا بقابس بعدها شكر كل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح انتخابات المجلس التأسيسي في كل مراحلها وهنأ القائمات الفائزة وثمن مجهودات رجال الأمن والجيش لاستتباب الأمن ونوه بالدور الذي قام به الصحفيين في المدة الأخيرة.
مأدبة عشاء
وكان من بين المدعويين أعوان قوات الامن الداخلي (شرطة وحرس وحماية مدنية) والمعتمدين بمن في ذلك معتمد الشؤون الاجتماعية والدينية (؟) وأعوان الولاية رغم انه لم تكن لهم علاقة بالانتخابات الى جانب حضور إطارين ساميين بالجيش الوطني فقط وعدم حضور اي جندي من العاملين في الميدان. وفي مقابل هذا لاحظنا غياب ممثلي الأحزاب والقائمات (بما في ذلك الفائزة في الانتخابات) الى جانب غياب أعضاء الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات.وقد تحول حفل التكريم الى مأدبة عشاء قدمت خلالها أصناف الطعام (خروفان مصليان).
ولم يتم توزيع اي شهادات تقدير او غيرها سوى المشروبات والفواكه الجافة التي كانت نفقاتها على حساب ميزانية الولاية. وقد علمت الشروق انه كان من المنتظر نحر 10 خرفان من اجل الحفل لكن نقابة اعوان الولاية اعترضت على المصاريف التي كان يفترض ان تتجه الى العائلات المعوزة والمنكوبة من جراء الفيضانات.
تنديد بالممارسات
وفي المقابل ندد أعضاء الهيئة بهذه الممارسات التي قالوا انها تتعمد ضرب استقلالية الهيئة وعبروا عن مقاطعتهم الحفل. بل ان أعضاء الهيئة أشاروا الى ان الهيئة هي الطريف الوحيد المخولة لتحديد الأطراف التي تستحق التكريم وقالوا ان من بعض المكرمين من قبل الوالي من عطل سير الانتخابات ومن لم يتعاون وفق قولهم. وقالوا ان الولاية لم تستشر الهيئة.
واكد أعضاء الهيئة التي على رأسها احمد الكيلاني ان من يستحق التكريم هو الجيش الوطني الذي تكبد عناء كبيرا وتعرض الى المخاطر (في الشبيكة اثر محاولة اقتحام مكتب اقتراع) وأعضاء مكاتب الاقتراع وأعوان الفرز والتثبت والتسجيل الذين انطلقوا في العمل منذ شهر جويلية.
الهيئة الفرعية اكدت ان الحفل الذي اقامته الولاية تزامن مع حفل تكريم نظمته الهيئة لفائدة من عمل في الانتخابات من مكونين واعوان تسجيل واعوان وحدات محلية واعضاء مكاتب الاقتراع وأعوان الإرشاد وأعوان الصف وأعوان الفرز. والذي تواصل الى غاية امس الجمعة. ويبلغ عدد أعضاء المكاتب 2500 عون.
من الأجدر ومن المنتفع؟
وفي حفل التكريم الذي نظمته الهيئة بحضور جميع أعضائها ومئات من الأعوان اكد أعضاء الهيئة مقاطعتهم لحفل الوالي وتنديدهم بهذا الفعل حسب قولهم. وأشاروا الى ان من يستحق التكريم هو الجيش الوطني و"انتم" في إشارة الى الأعوان. وقد تم تقديم شهائد تقدير للمشاركين كما تم خلاص أجورهم عن المدة التي عملوا خلالها منذ اشهر كل حسب مجال عمله.
حفل التكريم الذي نظمته الولاية وان اسعد بعض الأطراف التي استفادت من المأدبة ومن التكريم المعنوي بمن في ذلك من لم يشارك في اي عملية انتخابية، وهو وان كان عفويا ولا ينم عن نية مبيتة حسب الظاهر الا انه كان محل تنديد من قبل الهيئة الفرعية. وقد يكون له تبعات اخرى. وكان من المنتظر ان يتم تنظيم حفل التكريم بعد الإعلان الرسمي والنهائي عن نتائج الانتخابات وان تتم بحضور جميع الأطراف بما في ذلك المترشحون الذين ساهموا من جهتهم في نجاح العرس الانتخابي وان يتم تهنئة الفائزين وتحميلهم المسؤولية ايضا وان يكون الحفل تحت إشراف الهيئة الفرعية التي أشرفت على العملية الانتخابية دون سواها حسب بعض المتابعين.
وكان من الأجدر ان تتجه عناية المسؤولين الى مواضيع أخرى اهم من التكريم في ظل الظروف الصعبة والوضع الراهن الذي يمر بكوارث نتيجة الفيضانات ومسائل اخرى تهم الأضاحي والنقل وارتفاع الأسعار والنظافة والفلاحة ومشاكلها وانقطاع مياه الشرب....فماذا تغير بعد الثورة!
نقل ناجح الزغـدودي

سكان حي المنشية بالقيروان غاضبون:
فساد أشغال الطريق تسبب في غرق المنازل

عبثا يحاول المسؤولون عن تسمية الأحياء تغيير اسم "المنشية" الى "حي النور" لان هذا الحي السكني الذي يتجاوز عدد سكانه 30 الف ساكن، لم يعرف سوى النسيان ولم ير سكانه النور وما حدث اثر نزول الأمطار اكبر دليل.

سكان حي النور المغمور الذي عانى التهميش والردم طويلا خرجوا عن صمتهم اثر نزول الأمطار بكميات كبيرة ليس ليرحبوا بالغيث النافع، وانما ليعبروا عن غضبهم من حالة النسيان التي عانوا منها طويلا والتي كانت نتيجتها الأخيرة غرق منازلهم ومحاصرة السيول الجارية وسط الانهج لهم بعد تحولها الى اوحال غير سالكة. فقد غمرت المياه مساكنهم ودخلت الى غرف نومهم وأتلفت مؤونتهم وادباشهم وفتك بالصغار واطردت النوم من أعين الكبار.
وسبب هذا الفيضان الذي غمر المنزل حسب السكان لم يكن ليحصل لولا سوء الأشغال التي انطلقت على مستوى الطريق الجهوية رقم99 الرابطة بين وسط مدينة القيروان والباطن مرورا بحزام هذه الأحياء. فقد تم تعبيد الطريق ليرتفع سمكها باكثر من 20 سنتيمتر اضافية عن مستوى طرقات ااحياء السكنية والأدهى من ذلك ان طبقة الإسفلت غطت منافذ مياه الأمطار على جوانب الطريق بل وغطت اغطية بالوعات قنوات التطهير فسدت كل منفذ. فتحولت مياه الأمطار المتهاطلة بشكل مكثف الى سيول جارفة.
منازل تغرق في الأوحال
وابناء حي المنشية ام المنسية لم تغضبهم الأمطار بوصفها غيثا نافعا وانما غضبوا من حالة الحي الذي لم يتم تعبيد انهجه الفرعية ولم تتم تهيئته منذ عشرات السنين. ما جعله يغرق في قطرات الماء التي فاضت من قنوات التطهير وسط الأحياء ودخلت مساكنهم وافسدت فرحتهم بالغيث النافع.
ويقول المواطنون الذين عمدوا الى اغلاق الطريق الرئيسية (رقم99) انه كان من الاولى ان يتم تهيئة الحي وتعبيد طرقاته الفرعية ثم الشروع في اعادة تعبيد الطريق الرئيسية. كما يقولون ان عملية تعبيد الطريق التي لا تزال في طور الاشغال لم تحسب حساب الامطار. ولم تترك للماء منافذه نحو قنوات تصريف مياه الأمطار على جوانب الطريق. حيث انصرف المقاول بمجرد وضع طبقة الإسفلت ولم يتم اتمام العملية كما يجب. ونفس المشكل يعاني منه سكان حي البلوي وحي طريق حفوز وعقبة وتقسيم الفلاح والملاجي والبورجي. فمتى يتم الاهتمام بهذه الاحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية والمعاناة المتتالية.
معاناة متواصلة الى 2013!
وفي رده عن سبب توقف الاشغال بالطريق الجهوية رقم 99 قال السيد كمال ام الزين ان الأشغال على مستوى هذا الطريق لا تزال متواصلة بعد ان تم اتمام نسبة كبيرة من الاشغال واوضح ان العملية متقدمة عن الموعد المحدد. لكنه أشار الى ان بعض المواطنين المعترضين على اعادة تعبيد الطريق عطلوا عمل المقاول ولم يسموا له بربط المنشآت المائية بسبب تخوفهم من ان يصل الماء اليهم بسبب موضع احيائهم المنخفضة وهو ما حصل فعلا. وأوضح ان الأشغال تنتهي في شهر ديسمبر 2012 ولا تزال متواصلة وسيتم اتمام التنوير العمومي الذي تعطل بسبب سرقة الاسلاك حسب تاكيد مدير التجهيز.
ويذكر ان المقاول تدخل اثر احتجاج المواطنين وتم كشف منافذ المياه وكشف اغطية قنوات التطهير. لكن مشكل الأحياء لم يتم حله لان الأمطار حولتها الى برك ومستنقعات موحلة أفسدت حياة المواطنين. ولا شك ان حيا سكنيا مثل حي المنشية الذي يسكنه اكثر من 30 الف ساكن يحتاج الى عناية واهتمام كبيرين. وقد اشرنا في عدد سابق من الشروق الى معاناة الأحياء الشعبية من التهميش وقد قدمت بلدية القيروان ردودا وتوضيحات اما العمل وتفعيل الوعود الذي ينتظره المواطن فانه قد يتأخر الى ما بعد ديسمبر 2012.
ناجح الزغــدودي

أخبار الأحزاب في القيروان:
تكريم للجهود ونقد ذاتي وطعون...والعشرات مطالبين بإرجاع منحة التمويل!

بعد مرحلة الانتخابات دخلت عديد الأحزاب في أنشطة وأعمال تقييم ونقد ذاتي كما انصرفت إلى جمع الانخراط. بينما تفككت القائمات المستقلة ولم يبرز أي نشاط أو صدى لها. ولان عديد الإطراف ساهمت في إنجاح العملية الانتخابية فانه من باب الوفاء تكريمها.
حفل تكريم
انتظم مساء أمس الخميس بمقر ولاية القيروان حفل تكريم على شرف قوات الأمن والجيش الوطني والإطارات الجهوية واللجان الفرعية والمحلية المكلفة بالانتخابات وأعوان الفرز والصحفيين وكل من ساهم في إنجاح العرس الانتخابي بولاية القيروان.
التقدمي تقييم من اجل التقدم
نظم أعضاء مكتب جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بالقيروان اجتماعا تقييميا لمسار الحزب خلال العملية الانتخابية للمجلس التأسيسي. والنظر في النتائج والأعداد للمؤتمر الوطني (في ديسمبر) وأكد احد أعضاء المكتب إمكانية عقد مؤتمر جهوي انتخابي للحزب بالجهة. ويذكر أن قائمة التقدمي بدائرة القيروان لم تتمكن من الفوز بمقعد في التأسيسي رغم تقدمها بقائمة متميزة.
البديل الثوري والهمامي
اشرف حمة الهمامي الأمين العام لحزب اتحاد العمال الشيوعي التونسي ظهر الأربعاء على جلسة تقييمية في مقر الحزب بالقيروان حضرها أعضاء المكتب الجهوي والمكاتب المحلي وأعضاء القائمة المترشحة للتأسيسي. وقال فتحي اللطيف رئيس قائمة ائتلاف البديل الثوري أن الجلسة تضمنت تقييما داخليا للنظر في نتائج المشاركة في الانتخابات. ويذكر أن قائمة البديل الثوري تمكن من الفوز بمقعد في المجلس التأسيسي عن دائرة القيروان.
الدستوري الجديد يطعن
تقدمت قائمة الحزب الحر الدستوري الجديد برئاسة فضيلي الراقوبي، بطعن إلى المحكمة الإدارية ضد قائمة العريضة الشعبية. وقد عينت المحكمة جلسة النظر في القضية لليوم الجمعة. ووجهت الدعوة للهيئة الفرعية بالقيروان من اجل الحضور. ويذكر انه في صورة سقوط قائمة العريضة فان قائمة الراقوبي تحصل على مقعد في التأسيسي.
وقد تقدمت قائمة الدستوري الجديد بشكوى إلى المحكمة مقدمة شاهدين على أنهما تلقيا رشاوى من المشتكى به حسب نفس الزعم. ومن المنتظر ان تترتب عن هذه القضية تتبعات اخرى...
عمل متواصل
عمل إداري وتنظيمي متواصل للهيئة الفرعية للانتخابات بالقيروان. ويتمثل في إعداد مختلف التقارير الادرارية والمالية. من خلال تحيين محاضر الفرز وتنزيلها على المنظومة الإعلامية. مع مواصلة تحين اعضاء مكاتب الاقتراع من اجل خلاص اجورهم. ويبلغ عدد المشاركين في العملية الانتخابية من اعضاء مكاتب واعون فرز وارشاد واعوان صف نحو 2500 عون.
محاسبة و70 قائمة تحت المساءلة
تواصل دائرة المحاسبة التابعة للهيئة العليا للانتخابات النظر في مصاريف القائمات وفي الفواتير المقدمة. وعلمت "الشروق" من مصدر بالهيئة الفرعية للانتخابات بالقيروان ان نحو 70 قائمة ستكون مطالبة بارجاع القسط الثاني من منحة تمويل الحملة الانتخابية (نحو 4آلاف دينار) بسبب عدم حصولها على نسبة 3بالمائة من الأصوات في انتخابات المجلس التأسيسي. ويطالب بارجاع المبلغ جميع أعضاء القائمة دون استثناء. واكد المصدر ان المبلغ سيتحول الى دين عمومي بالقبضة المالية. ويمهل المطالبون بارجاع قيمة المنحة 6 اشهر بعد صدور القرار.
والملاحظ ان أعضاء قائمتي التكتل والبديل الثوري مطالبون بإرجاع القسط الثني من التمويل رغم فوزهما في الانتخابات. وذلك لكون النسبة المتحصل عليها اقل من 3بالمائة (؟).
انخراطات في المؤتمر
يواصل حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بالقيروان عملية قبول انخراط المواطنين بالحزب. واكد احد اعضاء المكتب ان فوز القائمة في الانتخابات مكن من رفع عدد المنخرطين واقبال المواطنين على الانخراط وخصوصا الشبان.
النهضة ترتب البيت الداخلي
اكد محمود قويعة كاتب عام المكتب الجهوي لحزب حركة النهضة بالقيروان ان مكتبه يجري حاليا ترتيبات داخلية بعد الانتخابات. كما اكد ان المكتب شرع في تنشيط مختلف الهياكل والمكاتب المحلية لاستئناف أنشطتها اليومية الثقافية والندوات والاجتماعات وتركيز الهياكل وغيرها بعد ان كانت جهود أعضاءها مسخرة للانتخابات. ويذكر ان قائمة النهضة فازت بأربعة مقاعد في المجلس التأسيسي عن دائرة القيروان.
من تطوع للفيضانات؟
امام الأمطار الطوفانية وتضرر عدد كبير من المواطنين تدخل عدد من ممثلي الأحزاب لمساعدة المواطنين. وخصوصا المكاتب المحلية بجهة السبيخة التي كانت من بين اكبر المتضررين من الأمطار (سيسب). وقد لوحظ نشاط المكتب المحلي لحزب النهضة بالسبيخة في مساعدة الأهالي اثناء الفيضانات وفق تاكيد كاتب عام المكتب الجهوي بالقيروان. ولم تصلنا معلومات من أحزاب أخرى ان كانت شاركت في مساعدة المواطنين.
وكان مأمولا ان تنخرط جميع مكونات المجتمع المدني في هذا العمل التطوعي وخصوصا الجهات التي راج انها قدمت هدايا ومساعدات وأموال اثناء الحملة. وتساءل البعض اين هي الان ام انها لا تهتم سوى بالانتخابات والتهالك على الكراسي!
·        ناجح الزغــدودي
·        الكيلاني على دراجته

في مدينة القيروان
شيخ السبعين بين الوحدة والفقر: الحياة حرمته دفء العائلة ولقمة العيش

·       زوجته هجرته لأنها لم تحتمل معاناته
·       لم يرزق بالأطفال ولا تغطية اجتماعية له ولا كفيل
القيروان-الشروق:
وسط محل ضيق يفتقر الى ابسط معاني الكرامة يسميه مسكنا، وتنعدم فيه الحياة، يواصل الشيخ المسكين حياة العزلة وشظف العيش والوحدة. زاده الصبر. فراشه الأرض. ماؤه قطرات الدمع. لحافه القناعة. طعامه عطاء الجيران. يتسلى بمسبحته ويسافر من خلالها بعيدا عن الحرمان والوحدة.
منذ 30 عاما وهو على هذه الحال. الزوجة تركته هربا من فقره والأطفال الذين هم زينة الحياة الدنيا لم يرزق بهم. تنقل بين مكاتب المسؤولين طلبا للعون والغوث، لكن صوته ظل حبيس صدره امام الأبواب الموصدة وتغافل المسؤولين عنه، قبل الثورة وبعدها.
هذه بعض جوانب معاناة الشيخ الحبيب قريشي (72 عاما)، أصيل نهج ابي لبابة بمدينة القيروان الذي يعيش حياة الشظف والوحدة اقل ما يقال عنها انها تراجيديا منذ أكثر من ثلاثة عقود. ومن حسن حظه انه لا يسكن في منطقة نائية وانما وسط ضجيج المدينة وضوضائها.
يقطن الشيخ الحبيب في مكان اشبه بالمغارة. تغيب عنه المرافق الأساسية لا ماء فيه ولا كهرباء ولا مذياع؟ يستضيء بضوء النهار وينام بالليل على الطوى الا من هبات الجيران. يفترش ما يشبه السرير ينفض غباره ليلا ويجمع أجزاءه من قطع الخشب عند الصباح. غطاؤه أسبال لحاف بالية وآوانيه الفارغة ملأها الغبار اما الموقد فحدث ولا حرج...لانه لا يصلح لطبخ الشاي او القهوة المرة.
والمحل ليس سوى محل بيع للدجاج تركه صاحبه منذ سنوات ووجد فيه الشيخ ملجأ دون سكينة يدفع ثمن كرائه من جيب لا مال فيه الا من هبات. فلا شغل يقدر عليه جسده المتهاوي سوى الانتظار. ولا منحة عائلية ولا تغطية اجتماعية. بل لا عائلة له ولا معيل او كفيل سوى قطط الجيران تشكو قلة الفئران في بيته.
الصدفة وحدها وضعتنا أمام هذه الحالة التي لها من الفرادة ما يميزها. فإضافة الى الفقر وغياب أسباب الحياة، فان الشيخ الحبيب القريشي الذي جاوز السبعين يعيش وحيدا تؤنسه مسبحته وبعض الأصدقاء يلتقون على مواضيع النقاش. لا اهل ولا اولاد ولا من يرافق شيبته.
70 عاما من الوحدة
منذ سنوات كانت له زوجة لكنها لم تتحمل وضعه المزري ففرت بجلدها الى أهلها بالقصرين وتركته يجتر الوحدة في ذلك المكان البارد لا أطفال يؤنسون وحشة الحياة ويكفلون شيبته بعد فناء عزيمته. ولا دفء ولا كرامة في ذلك المحل الموحش المهين.
وأكد الشيخ القريشي انه ليس لديه اهل يعود إليهم او يعودونه. وعن تمتعه بالتغطية الاجتماعية، اكد انه ليس لديه دفتر علاج ولا منحة عائلية. وبين انه لم يزر المستشفى يوما ويأكل المرض عافيته دون ان يجد دواء او يعرف له سبيلا.
وبين الشيخ وهو يشير الى محيط "مسكنه" وما يحتويه، انه قبل الثورة اتصل بالمسؤولين مسؤولا مسؤولا وطرق مكاتبهم بابا بابا ووزع بينهم مطالبه من اجل الحصول على مساعدة اجتماعية يقيم بها حياته التعيسة. وبعد ثورة الكرامة، طلب الشيخ الوحيد المنحة الاجتماعية فلم يحصل عليها تواصلت التعطيلات الإدارية وتشعبت المسالك المؤدية الى المسؤولين. ولم يتمكم من لقاء الوالي بسبب زحام المطالب.
أمل ومساعدة
ويأمل الشيخ الذي طال صبره وهرم من اجل لحظة يتذوق فيها طعم الكرامة والحياة اللائقة، وأمام معاناته التي طال عمرها، فانه لا يطلب سوى مساعدة عاجلة سواء بمنحة عائلية تساعده على مجابهة صعوبات الحياة وقد بلغ من العمر عتيا وعجز عن توفير مورد الرزق، اما المسكن وان كان حقا وحلما يروم تحقيقه، والذي يصنفه من الضرورات، لكنه يؤكد انه مطلب صعب في انتظار تحسن الأوضاع.
وختم الشيخ حكايته مستظهرا بوثائقه انه من المناضلين القدامى انه شارك في معركة بنزرت وانه من قدماء المنخرطين في اتحاد الشغل كما استظهر بوثائق تشير الى هضم حقوقه من قبل شركة أشغال عمل معها في فترة فتوتهن كان من المفترض ان توفر له جراية عند التقاعد لكن حقوقه هضمت في زمن سلب الحقوق والحريات.
 فهل سيفارق الشيخ المعاناة ويعيش بكرامة في ثورة الكرامة ام ان الثورة لم تغير ما بالقوم من عهد؟
*ناجح الزغــدودي

vendredi 4 novembre 2011

بقلم: جميلة القصوري من حذّرك كمن بشّرك

الصحفية جميلة القصوري: جريدة الصحافة

ثلاثة تونسيين يلقون حتفهم في زغوان بسبب نزول الامطار.. مواطنون برتبة فقراء يغادرون بيوتهم بسبب غرقها ليبحثوا عن ملجإ بعد أن عجزت السقوف عن ايوائهم وبعد أن جرف الغيث أغطيتهم المثقوبة.
إنّها مفارقاتنا المجيدة... ورّبما كنّا البلد الوحيد الذي ترتجف قلوب شعبه خوفا من نزول المطر ... خوفا من الغرق... خوفا من الغيث الذّي من ّ به اللّه...
الكارثة أنّ مندوب الرصد الجويّ وفيما ثكالى زغوان تنتحب يطلع علينا وبابتسامة ضبابية ليؤكد أن كميات الأمطار عاديّة في مثل هذا الفصل.... وتبحث عن معنى لهذه المعلومة ... أمطار عادية تغرق البلد فماذا لو كانت أمطارا طوفانية... أين الخلل? ابحث معنا.
****
يقول المثل الفرنسي ان الانسان يتعلم من الهزيمة ولا يتعلم من النجاح ... ونحن شعب مهزوم منذ أمد... تعاقب علينا الغزاة من رومان واسبان واتراك وفرنسيين و... ولم تتعلم ... لازلنا نتجرع اختلافاتنا البيزنطيّة ولم نتجاوزها الى مرحلة تفعيل خياراتنا.
نزل الغيث وعوض ان نستبشر كـ «أمة محمد» عادت الينا وجيعة البلد.. فتّحت أعيننا على مشاكلنا الحقيقية التي عرّتها الأمطار فنزعت ورقة التوت الاخيرة عن همومنا... همومنا وقضايانا التي لخصناها للاسف في التكفير والتخوين والعمالة ومنع الخمر وتعدد الزوجات والتحليل والتحريم والتجريم وخاصة في التناحر والضرب تحت الحزام من أجل عيون المجلس التأسيسي وما بعده.
***
قضايانا الحقيقية تكمن في ضرورة القفز فوق الهوّة السحيقة بين المسؤول ومشاغل الشعب... مشاكلنا لا تكمن في قصر الثوب أو طوله ولا في توقيت دوام الحانات والملاهي ولا في اصطحاب محرم مع الطالبة الى مدارج الجامعات ولا في التطرف الراديكالي ولا في غيرها من المشاكل المغلوطة... مشاكلنا الحقيقية كشفها للأسف شبر ماء....
مشاكلنا تكمن في البنية التحتية التي أكلها الصدأ ونخرها السوس وفي الطرقات التي لا تصلح للتنقل لا صيفا ولا شتاء ومجاري المياه والعقليات المسدودة والشباب الذي تقتات الحيتان من جثثه عرض البحر.
مشاكلنا تكمن في الانفلات الأمني، ذاك المارد النائم في قمقم غير محكم الغلق الذي يهدّد بثورة محتملة حسب المزاج.
مشاكلنا ليست في الصراعات المغلوطة ولا في اقتحام الابواب المفتوحة ولا في خلق جدل ديني أو ايديولوجي لمجرد عرض منحوتة عارية على قارعة الطريق أو ما شابه ذلك....
علينا ألاّ نحوّل معركة البناء الحقيقية الى مجرد تراشق وسباب وسيلان شتائم بين من يدعو إلى دولة المواطنين وبين من ينادي بدولة المؤمنين.
هناك مسلّمات لا جدال فيها لن تتغير ثوابتنا ومكاسبنا وسقوط النظام لا يعني سقوط الدولة وإعادة صياغة الدستور لا تعني إعادة صياغة مواثيقنا كمجتمع مدني له طقوسه وبراهينه الحداثية ... لا مجال للعودة الى الوراء في المكاسب وفي المقابل فإننا نرحّب بالإضافة ... الاضافة التي لا تعلن البدايات بشكل عكسي...
علينا ان نبدأ من قاعدة الاشياء ... من بنيتها التحتية.. من رصد أهدافنا الحقيقية ... من معرفة أسباب انسحاب بعض رؤوس المال من أرضنا بعد الثورة وانتشار ظاهرة التسول واسباب غلاء المعيشة وانتعاش السوق السوداء والرجفة التي تنتاب قلوب المواطنين كلمّا اقتربت العودة المدرسية وكلما هلّت الاعياد ومواسم الفرح بسبب الجيوب الخاوية وفقر الرصيد.
***
اسأل فقط اسأل ... لماذا نترك سياسة المراحل لنمارس عملية سقوط حر غير مضمونة العواقب... لماذا نكتفي بمجرّد الكلام، الكلام غير المجدي الذي أصابنا بالدوران والغثيان ... لماذا نقتصر على الثرثرة التّي تتحول إلى عنف في أفضل الاحوال؟
***
آخر الانباء تتحدث عن بلاغ للادارة العامة للحرس الوطني تعلن فيه عن ضبابية في الرؤية وتنصح خلاله مستعملي الطريق بضرورة الحذر.
خبر عاجل قرأته على الشاشة وأطالب بالمناسبة ببلاغات مماثلة من رواد المطبخ السياسي يعلنون فيها عن التزامهم بتوخي الحذر واستعمال أكثر الطرق سلامة وأمانا.
قال الامام مالك «من حذّرك كمن بشّرك» ... ولا أضيف..
جميلة القصوري : الصحافة