ابحث cherche

dimanche 30 septembre 2012

المسرح في القيروان: مجد الماضي وخواء الحاضر



دعا مندوب الثقافة الجديد بالقيروان المسرحيين إلى جلسة تعارف وحوار حول مشاكل القطاع الأسبوع القادم . والقيروان مدينة تحتفل بالمسرح وتنظم له عديد المحطات المهرجانية ولعل أهمها مهرجان المسرح الحديث الذي بلغ دورته العشرين والذي اكتسب جمهورا كبيرا ينتظره ويواكب عروضه وتربصه وندوته، ولا ننسى مهرجان المونولوج الشهير الذي تخرج منه عشرات الممثلين  من كامل أنحاء الجمهورية. وتطغى البرمجة المسرحية في المهرجانات الصيفية بالجهة
والجهة شهدت منذ مطلع القرن الماضي عديد التجارب المسرحية في إطار الجمعيات كالشباب الرشيقي ومسرح الأغالبة حتى تم بعث الفرقة المسرحية القارة بالقيروان والتي مر بها عديد المخرجين والممثلين المعروفين والتي قدمت عديد المسرحيات المهمة التي حصدت عديد الجوائز في أسبوع المسرح وغيرها من التظاهرات حتّى تمّ حل هذه الفرق والتي عوضتها الشركات المسرحية ، وكان للقيروان نصيب من هذه الشركات كمسرح نواقيس للمرحوم الجيلاني الماجري ومسرح عين للفنان حمادي الوهايبي وغيرها والتي قدمت أعمالا لم تلق الرواج المنشود وإن بلغت بعض أعمالها مستوى فنيا طيبا.
ويعاني المسرح في القيروان من عديد المصاعب لعلّ أهمها الإحساس بالمرارة التي يتقاسمها المسرحيون في الجهة من عدم وفاء وزارة الثقافة في العهد السابق ببعث مركز الفنون الدراميّة الذي كان حلم عشاق الفن الرابع وهواته ومحترفوه، الذين لم يفهموا إلى الآن سبب هذا التعطيل خاصة وأن الميزانية تمّ ايجادها والتي بلغت ذات سنة نصف مليون دينار. هذا المركز الذي علّق عليه عديد الخريجين من المعاهد العليا للفنون الدرامية وممارسي الفعل المسرحي من كتاب وممثلين وموسيقيين ورسامين آمالا عديدة بدت تنهار لتجاهل مشاريع التنمية المختلفة المسرح بصفة خاصة والثقافة بصفة عامة.
من عوائق المشهد المسرحي في القيروان ايضا عوائق قاعة العروض الكبرى للمركب الثقافي، هذه القاعة اليتيمة والذي رغم صرف ميزانية ناهزت المليون وثلاثمئة الف دينار سنة 2009  فإنّ إدارة التجهيز بالوزارة تغافلت عن وضع سقف تقني للقاعة بتعلات واهية أهمها أن القاعة لم تكن مخصصة في المثال الهندسي للعروض بل لقاعة مؤتمرات، هذه التعلة التي مجّها المسرحيون الذين يطالبون بتجهيز القاعة بهذا السقف الذي لا غنى عنه في تقديم عروض تحترم نفسها.
من المشاكل التي تعترض الفعل المسرحي القيرواني خاصة الهاوي غياب الدعم والتمويل من قبل السلط الثقافية والبلدية والحكومية والتي تجاهد من أجل تقديم أعمال مسرحية تحتضن كمّ الشباب الهاوي الذي لا يجد السند المادي للقيام بهبلته المسرحية، ونتيجة لهذا غابت هذه الفرق ولأول مرة عن مهرجان قربة لمسرح الهواة الذي طالما رجع منه شباب المسرح بالقيروان بعديد الجوائز.
جلسة حوارية يأمل أن يجد فيها المسرحيون بصيصا من أمل لنهضة مسرحية وانطلاقة درامية جديدة.
عادل النقاطي