ابحث cherche

samedi 31 mars 2012

الصناعة التقليدية في فاس : الجودة المحمية


تحتل الصناعة التقليدية في المغرب مكانة هامة حيث اهتم الأشقاء بالجودة وضبطوا المواصفات التي تحمي صناعتهم من أي أشكال الإهمال والمنافسة الأسيوية المقلدة التي غالبا ما تضرب بشرط الجودة عرض الحائط مما يمنعها قانونيا من ولوج الأسواق المغربيةوعلى ديوان الصناعات التقليدية التونسي الأخذ بالتجربة المغربية الشقيقة التي جعلت من هذا القطاع صناعة محلية مزدهرة يستهلكها المحليون قبل الأجانب، فما هي خصوصيات المقاربة المغربية؟ وما هي نتائجها؟للإجابة عن هذين السؤالين التقيت في زيارتي إلى فاس المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بإقليم فاس بولمان السيد جمال بلعرج الذي أكد لنا أنّ الصناعة التقليدية، إضافة إلى كونها تشكل موردا لعيش شريحة مهمة وواسعة من ساكنة المملكة، فهي كذلك مرآة تعكس حضارة أمة وأصالة شعب، وبذلك تبقى احد رهانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية محليا ووطنيا. وقد عكس هذا الاهتمام بالصناعة التقليدية التصريح الحكومي المقدم أمام البرلمان بتاريخ 24 أكتوبر 2007 والذي جعل من بين أولوياته النهوض بمكونات الاقتصاد الوطني، بحيث أكد على ضرورة تنفيذ إستراتيجية 2015 لتنمية القطاع بتبني مقاربة جهوية شمولية للرقي بجودة المنتوج والاهتمام بالصناع التقليديين، بدعم الصناع الفرادى على مستوى الإنتاج والتسويق، والمقاولات الصغرى والمتوسطة على مستوى التدبير والخبرات، وكذا تفعيل عمل المرصد الوطني للصناعة التقليدية لرصد المؤشرات التي تتعلق بالقطاع وأهميته في الاقتصاد الوطني إلى جانب العناية بالعنصر البشري بتأهيل منظومة التكوين.وحول الاستراتيجية أكد لنا السيد جمال بلعرج أنها تمثلت في  تسطير عدد من الإجراءات المرافقة لهذه البرامج لتوفير المحيط والشروط الضروريين والتي بإمكانها تسهيل وتعزيز الجهود المبذولة لنجاح برامج التنمية وتحسين تنافسية منتجات وخدمات الصناعة التقليدية، والرفع من القدرة الإنتاجية للقطاع وبالتالي إحداث مناصب شغل إضافية

وعن سؤالي حول مراقبة الجودة التي تقوم بها مصالح المندوبية والتي تظهر نتائجها جلية في الأسواق الفاسية التي تجولنا فيها والتي يظهر واضحا فيها جودة المواد الأولية بوضع علامات على المنتوج ووضع مواصفات إجبارية لكل منتوج لا بد أن تُحترم تعطي هويته، مع مراعاة الصحة والسلامة  وأنّ أي مخالفة تظهر تستوجب تدخل القضاء الذي إضافة إلى إعدام المنتوج المغشوش يسلط غرامات وعقوبات على الصانع. فمادة الرصاص مثلا ممنوعة منعا باتا في صناعة الطواجين الذي يضر بصحة المستهلك والصانع ووضخ طابع عليه اجباري لأن اي طاجين يُكتشف حمله لمادة الرصاص يمكن الوصول إلى صانعه بسهولة وتحميله مسؤولية أفعاله. أما عن البلغة المغربية وبعد أن لاحظت السلطات غزوا كبيرا للبلغة الصينية وضعنا مواصفات ومعايير للبلغة لا بد أن تحترم مع وضع طابع يبين هويتها خاصة "الزيوانية" المشهورة المدبوغة والمصنوعة بمواد نباتية وعضوية. 
والآن هناك وضع مقاييس للأدوات النحاسية لحمايتها من الغزو الصيني الذي بدأ يهتم بها.

أما عن التكوين فأشار محدثنا أنّه يهتم أولا بمحو الأمية الوظيفية للصناع الذين يعانون في أغلبهم من 
الأمية، كذلك التكوين المستمر للحرفيين الذي يفتح آفاق الإبتكار في إطار ترويج المنتوج المغربي في الأسواق الخارجية عن طريق عشرات المعارض العالمية التي نشارك فيها وعن طريق ترويج ابتكارات تتماشى مع روح العصر للسياح المتجولون في أسواقنا مع الحفاظ على الشخصية المغربية.
وعن ملاحظتي أنّ اهتمام المواطن المغربي بالمنتوج التقليدي واستهلاكه بصفة دائمة كاستعماله الالبسة والأدوات النحاسية والطواجين والبلغة والجليز الملون في حياته اليومية هو السبب الرئيسي لازدهار هذه الصناعة أكد لنا أن احساس المغربي أن هذه الصناعات تعبر عن شخصيته وتحافظ على هويته جعلته لاشعوريا يحافظ عليها ويستهلكها ولا يتخلى عنها.
وعن المشاريع الطموحة بفاس أكد لنا المندوب الجهوي أنهم بصدد بناء مدينة للصناعات التقليدية لتبقى المدينة مجالا للعرض والأشغال النهائية والبيع فيتم اخراج التلوث من المدينة وتغيير الأفران التقليدية الملوثة بأفران غازية تحافظ مع البيئة.
ومن أهم الملاحظات التي يمكن سياقها التقليدية لتحسين القدرة التنافسية للصناعة التقليدية التونسية العريقة بعد زيارتي لأسواق فاس ومندوبيتها الجهوية للصناعات التقليدية، أنّه يجب تبني المقاربة المغربية للمحافظة على الجودة بإجبارية الطابع الذي يعطي المنتوج هويته مع تكثيف المراقبة بعد وضع مواصفات مضبوطة تحمي الطابع التونسي الأصيل وتحمي الهوية من الغزو السرطاني الأسيوي.
تحقيق عادل النقاطي 

samedi 17 mars 2012

مخادعة ل ر م ع السيدكو بالقيروان في مراسلة لوالي القيروان

 هذه صورة لمراسلة بعث بها ر م ع شركة الاستثمار بالوسط الغربي السيد رياض عبيدة إلى والي القيروان وهي مليئة بالمغالطات  فالشركة الأولى مثلا تم التفويت في المساهمة فيها ولم تعد تابعة للسيدكو وهي بالتالي غير موجودة أما الشركة الثانية فلم يتم الموافقة على التمويل الإضافي رغم قدرة هذه الشركة على التشغيل ( تم وضع رقم 25 عامل والحقيقة 52) كما تم التضخيم في عدد العمال في هذه الشركات حسب التصحيحات كما أنّ مؤسسة صوبلاتاك ( انظر صورة الحوار مع صاحبها) تم رفض تمويله واغراقه رغم الارباح المتوقعة لسداد دينه أما الفضيحة الكبرى فتخص المؤسسة رقم 13 في الجدول التي هي غير موجودة بالقيروان تماما وانتقلت إلى تونس ويتم احتسابها على الولاية.


حوار نُشر اليوم مع ر م ع مؤسسة صوبلاتاك ويروي فيه معاناته مع السيدكو ورئيسها مديرها العام

وهذا بيان جاءنا على عنواننا في الفايسبوك يعرض كمية من التجاوزات لرئيس هذه المؤسسة الذي كتبنا عديد المقالات حوله ولكنه يبدو أنّه مسنود في العاصمة من قبل من ينتفع معه بل وصل به الأمر أن يشتكي المجتمع المدني بالقيروان إلى القضاء يتهمهم بتشويه سمعته: سيدي الوالي متى ستتحرك والمراسلة التي وصلتك مليئة بالمغالطات؟

تجاوزات السيد "رياض عبيدة" الرئيس المدير العام لشركة الإستثمار و التنمية بالوسط الغربي SIDCO SICAR
·        الإقامة بتونس العاصمة و التحول إلى القيروان مرة واحدة في الأسبوع رغم تمتعه بمنحة مسكن إداري.
·        إستعمال السيارات الإدارية بصفة دائمة له و لعائلته :
1.      Passat لشخصه
2.     Peugeot 206 لزوجته
3.     Ford focus لسائقه
·        تمتيع صديقه الذي يعمل بشركة البعث العقاري بسيارة ISUZU للتنقل اليومي للمهدية.
·        بناء المقر الإجتماعي لشركة الإستثمار و التنمية بالوسط الغربي بكلفة مرتفعة جدا في حدود 700 ألف دينار  و الذي تزامن مع بناء منزله الخاص بجهة رواد أريانة و الذي استعمل فيه نفس مقاولي البناء حيث أن :
1.     شكري غربال (نقش الجبس) اشتغل بالتوازي في نفس الوقت بين المقر و المنزل .
2.     الحداد الذي قام بصنع حديد النوافذ  اشتغل بالتوازي في نفس الوقت بين المقر و المنزل.
3.     جهاد هنداوي مختص في نجارة الأليمينيوم  اشتغل بالتوازي في نفس الوقت بين المقر و المنزل.
4.     الدهان الهادي ملاط  اشتغل بالتوازي في نفس الوقت بين المقر و المنزل.
5.      دون نسيان المقاول علي اليحياوي الذي بقي في بناء المقر 02 سنة كاملتين دون مؤاخذة من أحد توازيا مع قيامه ببناء 02 معمل لفائدة شركة البعث العقاري SOPIC بالقصرين و سيدي بوزيد

·        تمويل مشروع محسوب على جهة القيروان TAGGIST و تمتع بالإمتيازات المالية و الجبائية ثم تحويل المشروع كاملا إلى تونس العاصمة ثم يكافؤ بالزيادة في رأس المال.
·        تمويل مشاريع مشبوهة مثل
1.     INTER PAPER العالمية للورق و مقرها القصرين                                           
2.     ALICO شركة العلف المركب بالقصرين
3.     نزل الشعانبي
4.     الترفيع في رأس مال شركة SOSATUC  (شركة الصادق للقرمود و الخزف بالقصرين) رغم وضعيتها الحرجة.
5.     إسناد حساب جاري للشركاء (compte courant associé CCA) لشركة NOPAL   رغم وضعيتها الحرجة (القصرين)
6.     المصحة الإستشفائية الشعانبي (القصرين).
7.     التفويت في مساهمة الشركة في رأس مال شركة مصحة الشفاء (القصرين) بنصف قيمتها الإسمية.

vendredi 9 mars 2012

الحماية المدنية بولاية القيروان


إمكانيات متواضعة...وجهود جبّارة  لحماية الأرواح والممتلكات
احتفلت بلادنا كسائر دول العالم باليوم العالمي للحماية المدنية والذي أقرته المنظمة الدولية للحماية المدنية منذ سنة 1990، حيث كان لتونس شرف تنظيم هذا الاحتفال الذي تمحور حول موضوع "الحماية المدنية والسلامة المنزلية" .
و تقديرا للجهود التي تبذلها فرق الحماية المدنية بالقيروان لحماية الأرواح والممتلكات على مدار السنة اتصلنا بالمقدم نجم الدين بالحاج محمد المدير الجهوي للحماية المدنية ليعطينا فكرة عن النشاط العملياتي والوقائي والتكوينى وفكرة عن أبرز مشاكل هذا القطاع الحيوي بالقيروان.
كانت انطلاقة الاحتفالات باليوم العالمي للحماية المدنية يوم غرة مارس باستقبال وفد من وكالة التعاون الفني الألمانية THW وكانت الزيارة فرصة للتعريف بنشاط الفرق العاملة بولاية القيروان وتبادل الخبرات والتعرف على آخر المستجدات في ميدان مكافحة الحرائق والإنقاذ.
كما تم برمجة جملة من الحملات التحسيسية و العمليات البيضاء استهدفت بالأساس تلاميذ المدارس الابتدائية والمعاهد وتم التركيز خلالها على السلامة المنزلية. وأضاف السيد المقدم بأن الإدارة الجهوية بالقيروان نظمت يوما مفتوحا بالمناسبة لفائدة الأطفال شمل عديد ورشات الإسعافات الأولية كما أكّد على ضرورة غرس روح التطوع في أبنائنا منذ نعومة أظافرهم ليكونوا خير سند لمجهود الإغاثة والإسعاف في المستقبل .
وحول أهم المشاكل التي تعيق عمل فرق الحماية المدنية بالقيروان أوضح السيد المدير الجهوي بأن عديد المشاكل تم حلّها بعد الثورة وخاصة بتوفير العدد الكافي من الأفراد والإطارات  من ذوي الكفاءة العالية في حين يبقى تطوير وسائل التدخل وتحديثها من أهم النقاط التي يجب العمل عليها لتطوير الآداء وتحسين مستوى التدخلات العملياتية. كما أن النقص في عدد الوحدات بالولاية المترامية الأطراف  يجعل آجال التدخل طويلة  في بعض الحالات وهو ما قد يؤثر سلبا على عمليات الإنقاذ والإسعاف وتمنى بأن يكون مركز الوسلاتية  والذي بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه حوالي 80% خير داعم لمجهودات فرقة الحماية المدنية بالقيروان كما أعلمنا بسعي الإدارة لإحداث مركز ثالث بمعتمدية بوحجلة وهو ما سيدفع نحو التقليص من آجال التدخلات في حالات الحوادث.
رئيس الفرقة الملازم أول سامي حمدي رافقنا إلى غرفة العمليات بمقر الحماية المدنية وأمدنا بأهم الإحصائيات الخاصة بنشاط الفرقة خلال سنة 2011 حيث تميز النشاط العملياتي في ولاية القيروان بزيادة ملحوظة حيث بلغ عدد العمليات 2515 عملية موزعة كالآتي 402 عملية إطفاء حريق و318 عملية نجدة بالطرقات و1275 عملية إنقاذ وإسعاف و305 عملية انطلاق بدون تدخل والبقية موزعة على عمليات التدخل في المؤسسات التربوية أو حالات الغرق والانهيارات وغيرها. أما بخصوص النشاط الوقائي سنة 2011 فقد بلغ عدد الخدمات  حوالي 1243 خدمة أغلبها للزيارات الوقائية ب598 زيارة تليها مراجعة مخططات النجدة ب173 ودراسة المشاريع الجديدة ب93 في حين بلغ عدد العمليات البيضاء 18 عملية.
و بخصوص عدد المنتفعين بالدورات التكوينية فقد بلغ 139 متكون في حين بلغ عدد المنتفعين بالعمليات التحسيسية 158 وذلك نظرا للظروف الخاصة التي مرت بها البلاد خلال سنة 2011.
وتحت شعار "نحن على أهبة في كل لحظة" يتواصل العمل اليومي والمستمر لفرق الحماية المدنية بالقيروان بالإمكانيات المتاحة والتي نتمنى أن يتم تطويرها ودعمها في أقرب الآجال.
خالد السقني

mercredi 7 mars 2012

زطلة حرية كرامة وطنية



""...قبل الخبز في الدستور



جميل ان يدعو الفنان الى تكريس حقوق الشعب التونسي واجمل منها دعوته الى الخير وحق الشعب في الحياة الكريمة. لانه من شان هذه الحقوق ان تنير درب المواطن وتطرد عنه الفقر والخصاصة. من خلال المطالبة بتكريس حق المواطن في العمل وجعله بندا في الدستور وحق المواطن في الحصول على قوت يومه مهما كان الثمن وتوفير احتياجاته من الخبز الذي هو قبل الكرامة. وحق المواطن في السكن وحقه في الزواج والتعليم المجاني من الابتدائي الى الدكتوراه.
كنا سنفتخر بهذه المطالب كثيرا ونكبر المطالبين بها ونطلب عودتهم الى منابر الأعلام لينورونا ويطردوا عنا جهل البلاء. 
لكن ان تتحول "الزطلة" الى "تزليط" اعلامي وفني ودعوة صريحة عبر التلفزة وعبر المسيرات "الشعبية" لتكون مباحة صباحا مساء وفي كل حين استهلاك وتجارة ولا يتتبع تاجرها ومستهلكها، فهذا تجديف واعتداء على كرامة المواطنين وهضم لحقوقهم. ولم نكن نعتقد يوما ان يخرج علينا فنان بعد 14 جانفي ليصرح بها الكلام وان كان فيه جانب من حرية الراي والتعبير...هذا امر خطير ومنعرج "خيالي".
الزطلة قبل الخبز في الكرامة هكذا بدا للبعض. وسيتحول الإعلام للحديث عن معاناة المستهلكين وتشكياتهم من الأسعار ونقص التزود من الأسواق. ونطالب بتدخل وزارة التجارة لتعديل الأسعار وتزويد الأسواق من احتياجات أصحاب الحقوق والضرب على ايدي المحتكرين. الحديث هنا عن مادة الزطلة وليس عن خبز الزوالي...ولا عن أضحية العيد...فالشعب هو الضحية! 
من حقهم ان يدعوا الى ما يريدون. ولكن الم يكن من باب اولى وهم يستغلون منبرا إعلاميا تتحلق حوله العائلات بتفاصيلها، ان يطالبوا بتحرير الخبز الذي ينقطع من المخابز. وبحق التلميذ في التعليم المجاني وتحريره من قمع الدروس الخصوصية. وبتحرير الشاب من البطالة. وبتحرير الفقير من فقره وسجين الرأي من سجنه...
هل انتقل الشعب بعد 14 جانفي بهذه السرعة الى المطالبة ب"القنب الهندي" بدل المطالبة بالكرامة والخبز ؟ ومن المطالبة بتوفير الأمن والقضاء على المخدرات التي دخلت البيوت ففرقت بين الولد وأبيه ودخلت المدارس فضيعت الدروس وشردت النفوس، الى المطالبة بإباحية استهلاكها والتسامح مع مروجها. وقد لا ينطبق عليها حتى قانون التدخين.
المواطن سوف لن يكون في حاجة الى خبز ولا الى مدرسة، وانما الى سوق للحشاشين فقفل المدرسة وتفتح "غرزة" وتتحول فيه المخابز الى مداخن. ويصبح "صاروخ" الزطلة اشد علوا في السماء من صرخات المساكين.
ولا شك انه سيخصص لهذا الحق والمطلب الشعبي الذي بشر به عبر تلفزتنا، وزيرا وكاتب دولة وغرف أعراف. وقد يطلب من الاتحاد تشكيل نقابة عامة لأصحاب المهنة الحرة بعد تحريرها والتنصيص عليها في الدستور ووضع قانون أساسي يضبط المهنة والأسعار ومسالك التوزيع والتزويد عبر كراس شروط...ولا يتدخل الشرطي في هذا الا لتنظيم المرور وربما يضرب التجار وتساندهم النقابات !
هل تحققت جميع مطالب شعب هذا الوطن ليطالب بحقوق دخانية والمطالبة بتحريرها من المنع. ولماذا نطالب بتحريها في حين أن مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وشوارعنا وقاعات الشاي والعلب الليلية محاصرة بدخان المخدرات التي أذهبت العقول وأماتت النفوس وكفرت بالأخلاق والاعتداء على حرمة العقل والحق في تأسيس مجتمع متوازن.
بقي سؤال أخير هل يدرك المطالبون بتحرير الزطلة حقيقة ما يطلبون ام هو سحر الكاميرا التي تذهب العقول. قد يكون شعار ثورة حقيقية قادمة ضد الحكومة "الزطلة قبل الخبزة والكرامة". ونحن نقول خذوا حشيشتكم واتركوا لنا الخبز!
ناجح الزغدودي

mardi 6 mars 2012

من دخل القيروان فهو آمن



القيروان موطن "رجال صبرة" وهي أول عاصمة في تونس وفي إفريقية. منطلق الثورات بأنواعها الفكرية والعلمية والدينية والسياسية في اكثر من مرحلة مفصلية في تاريخ تونس. وهي ارض فرسان جلاص. لكنها من الجهات المغضوب عليها خلال حكم نظامي ما بعد الثورة، تواصل مكانها تحت الظل أين ينتظر أبناؤها في صبر مستمد من "رجال صبرة" تنمية وعيشا كريما وتحسنا في المشهد القاتم.
رجال القيروان وخصوصا شبانها هم جزء من هذا الشعب الذي ثار وانتفض. ومطالبهم هي جزء من مطالب الشعب التونسي الذي يطلب الكرامة قبل الخبز أحيانا ولا يجد الخبز في اكثر من حين. نعم البطالة هاجس وطني يعمل الجميع على معالجته وقد يظل من المسائل التي لا تحل الا بعد طول سنين.
انتظرت القيروان ان ينصف أبناؤها وان يعاد اليها اعتبارها ومجدها وقيمتها الحضارية والروحية والاقتصادية والتنموية. وان يستفيدوا من مقومات الثراء فيها ومواطن الاستثمار. لكن مازالت القيروان تنتظر حظها (تندب) رغم أنها الجهة الأكثر ثراء والجهة التي تمثل مائدة البلاد وملء البطون بل وأيضا إبداع العقول في شتى الفنون.
الشبان المعطلون الذين جربوا شتى الطرق المتاحة في التعبير عن مطالبهم فانخرطوا في لجان وفي نقابات وفي اتحادات وفي رابطة...تعددت الأسماء وتشتت المطالب وذهبت في مهب الريح الإداري والنسق البطيء للتنمية. هنا اكثر من 10 آلاف شاب وكهل من ذوي الشهائد العليا لا زالوا معطلين يضاف اليهم عدد الذين لا يملكون شهائد عليا وهم عاطلون. ويضاف اليهم عدد الذين ادخلهم الفقر السجون. وعدد الذين راموا النفاذ بجلودهم من الاحتراق فاحترقت أكباد الأمهات حزنا على فقدانهم في البحر...وتبقى القيروان أسفل الترتيب تنمويا.
ما يحسب لولاية القيروان هو ما تنعم به من هدوء وغياب لمظاهر العنف السياسي من اي مصدر. ولغياب ما تصفه الحكومة بالمؤامرة وهذا مؤشر على رغبة أبناء القيروان في البناء. بل ان ما حصل أثناء إضراب عمال البلدية في عديد الجهات، لم يحصل في القيروان ويحمل ذلك اكثر من معنى إيجابي.
بل ان الجوائح الطبيعية التي اجتاحت عديد المناطق سواء أثناء نزول الثلوج او أثناء الفيضانات، لم تشهد القيروان مثيلا لها رغم أن الحالات الاجتماعية لا تقل عن اية حالة من الحالات التي شوهدت. كأن العوامل الطبيعية التزمت بالهدنة التي طلبها رئيس الجمهورية وكان القيروان التزمت بهذه الهدنة في صمت لا تطالب...فنسيت وهمشت !
صورة القيروان الآمنة والهادئة يتم قراءتها للأسف على أنها صمت وتناسي للمطالب الشعبية من أبناء الجهة. وهذا ما يؤسف أبناء الجهة الاعتقاد فيه والتفكير فيه. ولا يغرن أحد صمت الصامتين ولا تفرق المطالبين. والمطالب متواصلة وتتكرر يوميا والاحتجاجات تجتاح المؤسسات. والتنمية تغيب كما هو معلوم مع شروق شمس الحقيقة. واضرابات الجوع متواصلة والاعتصامات متواصلة...ولكن المسؤولون لا يرونها والإعلام المرئي لا يريها وربما لان من نعتقد انه يقرأ ما نكتب هو في الحقيقة لا يقرأ.
ولا شك انه من دخل القيروان من المسؤولين فهو آمن من العبارة السحرية لان أبناء القيروان وهم أحفاد "رجال صبرة" هم من الصابرين. وقد حان الوقت ليستثمر هذا الأمان ويدعى المستثمرون الى دخول القيروان وإقامة المشاريع فيها. وهذا من مشمولات السلط الجهوية والجمعيات التي عليها ان تستثمر منتوجا مطلوبا هذه الأيام ويمثل أرضية صالحة لبعث المشاريع الى جانب ضرورة توفير مختلف المقومات.
من دخل القيروان فهو آمن ولكن أبناء القيروان يطلبون الأمن في كرامتهم وفي خبزهم...سريعا حتى لا ينفذ صبر أحفاد رجال صبرة !

• ناجح الزغدودي
المقال نشر اليوم في الشروق
شكرا للاصدقاء الذين اتصلوا بي وعبروا عن اعجابهم به. (رغم ان مواطنا مجهولا اتصل بي وتوجه نحوي بعبارات بذيئة. فدعوت الله ان يسامحه وانا لا اعرف. والسبب انه لا يقرا ويفتح فمه ولا يفتح عينيه ولا يفتح أذنيه.شكرا لمن اتصل بي وكل اناء بما فيه يرشح/ كل نفس بما كسبت رهينة.

آليات التشغيل...مسارات عديدة ...حلول وقتية...وآليات هشّة


نظّم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بالقيروان وقفة احتجاجية سلمية طالب خلالها مجموعة من الشباب من ذوي الشهادات العليا الحكومة بتقديم برنامج مرحلي واضح لملف التشغيل والإسراع في محاسبة الفاسدين وقد أصدرت الرابطة بيانا ضمنته مجموعة من النقاط والمآخذ على الحكومة كتأخر بعض الوزارات في الإعلان عن نتائج المناظرات أو التأخر في سن قوانين خاصة بمن تجاوزت أعمارهم السن القانوني للوظيفة العمومية إضافة إلى تواصل تدخل إتحاد الشغل في الانتدابات ولكن من أهم النقاط التي أكد عليها نائب رئيس فرع الرابطة السيد رؤوف الفطناسي مسألة الآليات الوقتية للتشغيل وضرورة إيجاد حلول بديلة لتعويض هذه الآليات أو المسكنات والتي تعتبر حسب رأيه نوعا من البطالة المبطنة.
تحولنا إلى مقر جامعة القيروان حيث يتواصل منذ أكثر من عشرة أيام اعتصام العشرات من الشبان العاملين ضمن آليات التشغيل الوقتية (الحضائر وآلية 20 و16) والتابعين لسبع مؤسسات جامعية منها مؤسستان في القصرين وسيدي بوزيد وقد انصبت مطالبهم على المطالبة بحقهم في الترسيم والإدماج حسب شهائدهم العلمية وعبروا عن استيائهم من الآليات الهشة التي لم تقم سوي بتأجيل مشاكلهم ولم تقدم حلا جذريا يمكنهم من موطن شغل قار يضمن كرامتم وكرامة عائلاتهم.
آليات التشغيل الوقتية لدى وزارة التكوين والتشغيل
وفي محاولة للتعرف على هذه الآليات التشغيلية ومدى تطابق أهدافها مع واقع الأمر اتصلنا بالسيد علي عطي رئيس مكتب التشغيل بالقيروان  الذي شرح لنا أنواع الآليات المتبعة لدى وزارة التكوين والتشغيل وأهدافها وبدأ بآلية تربصات الإعداد للحياة المهنية  "SIVP"والتي وفرت حسب إحصائيات سنة2011 قرابة 355 فرصة  لشباب القيروان من ذوي الشهادات العليا على اكتساب مهارات مهنية لتيسير إدماجهم في الحياة النشيطة ، الفترة الزمنية لهذه الآلية سنة قابلة للتجديد ويشترط في المترشح أن يكون  طالب شغل لأول مرة ومحرز على شهادة تعليم عال أو على شهادة معادلة منذ مدّة لا تقلّ عن ستة أشهر ويكون هذا التربص بالأساس بمؤسسات القطاع الخاص، على أنه يمكن أن يتم بالقطاع العمومي.
الآلية الثانية المعتمدة هي ما يسمى بآلية 50% أو ما يسمى بعقد إدماج حاملي شهادات التعليم العالي والتي تهدف إلى تمكين المنتفع بها من اكتساب مؤهلات مهنية بالتّناوب بين مؤسسة خاصة وهيكل تكوين عمومي أو خاص وذلك وفقا لمتطلبات موطن شغل تتعهد المؤسسة بانتدابه فيه ويشترط أن يكون المترشح محرزا على شهادة تعليم عال أو على شهادة معادلة و تجاوزت فترة بطالته الثلاث سنوات بداية من حصوله على الشّهادة المعنية وقد تراجع عدد المتمتعين بها إلى 15 فقط سنة 2011 بسبب بعث برنامج البحث النشيط عن العمل (أمل) والتي تسند خلالها منحة شهرية بقيمة 200د وتغطية طبية لمدة أقصاها سنة لحاملي شهادات التعليم العالي العاطلين عن العمل.
الآلية الرابعة المعتمدة هي آلية برنامج الخدمة المدنية التطوعيّة والتي تستهدف حاملي شهادات التعليم العالي من طالبي الشغل لأول مرة، والذين لم ينتفعوا سابقا بتربّصات إعداد للحياة المهنية وقد تمتع بها في القيروان في السنة الفارطة حوالي 320 شاب وتدوم مدة البرنامج سنة واحدة قابلة للتجديد.
وعن مدى جدوى هذه الآليات في خلق مواطن شغل قارة للشباب العاطل أكد السيد علي عطي على أن هذه الآليات وجدت أساسا لهدف تكوين ورسكلة ذوي الشهادات العليا ومنحهم خبرة عملية كخطوة لإدماجهم في المؤسسات الخاصة والعمومية والمنح المالية هي عبارة عن حافز لتشجع الشاب على الإقبال على مثل هذه التربصات يقابلها مجموعة من الحوافز والإعفاءات الجبائية التي تمنح لتشجيع المؤسسات الخاصة على المساهمة في التكوين المتخصص بهدف الانتداب ولكن وللأسف  وقع حياد عن هذه الأهداف وأصبحت أغلب هذه المؤسسات تستغل هذه الميزات وتعمد إلى التخلص من المتربصين الذين انتهت فترة عقدهم دون انتدابهم  وتطلب تعويضهم بمتربصين جدد ليستمر تمتعها بالإعفاءات والامتيازات.

آليات التشغيل الوقتية تحت مظلة صندوق التشغيل2121
ويستمر بحثنا عن بقية الآليات الوقتية في مقر ولاية القيروان حيث اتصلنا بالسيد شكري المحفوظي رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والسيد سمير جاوحدو المكلف بصندوق التشغيل 2121 في محاولة لإلقاء الضوء على بقية آليات التشغيل المعتمدة والتي تنضوي تحت مظلة صندوق التشغيل 2121 ومن أهمها الآلية 16 وتشمل متربص ذات أشغال مصلحة عامة  بعقد تشغيل يدوم 9 أشهر و بمنحة قدرها 120د شهريا ومؤطر من ذوي الشهادات العليا بعقد تشغيل بقيمة 300د شهريا وعقد يدوم نفس المدة الزمنية وقد تمتع حوالي 1900 شاب من ولاية القيروان بهذه الآلية خلال سنة 2011.
الآلية الثانية المعتمدة هي الآلية 14 والخاصة بالصناعات التقليدية تدوم 9 أشهر بمنحة قدرها 50د شهريا.
الآلية 7 والخاصة بتعليم الكبار والخاصة بذوي الشهادات العليا بمنحة  تتراوح بين 200د و250د حسب الشهادة العلمية وتدوم على امتداد سنة دراسية.
الآلية 20 وقد تم إلغاؤها سنة 2011 بعد أن تم يعث برنامج "أمل" كما ألغيت عدة آليات كان من الممكن تعديل صيغها والإبقاء عليها كالآلية 35 أو التربص الذي ينتهي بالإدماج بعد 5 سنوات.
آليات التشغيل الوقتية في ميزان المجتمع المدني
السيد عادل الزيتوني عضو بجمعية أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بالقيروان تحدث عن آليات التشغيل الوقتية ووصفها بالمسكنات كما عاب على هذه الآليات الهشة توظيفها السياسي وأقترح تحييد ملف التشغيل وإبعاده عن الحسابات والتجاذبات السياسية وذلك بتوحيد  كل الآليات الحالية في آلية واحدة بإشراف وزارة التكوين المهني والتشغيل إضافة إلى صياغة آلية وطنية للتشغيل بمقاييس ومعايير تضمن الشفافية وتكافؤ الفرص وتدعيم ذلك بإنشاء منظومة معلوماتية موحدة لحصر العاطلين وترتيبهم حسب الأولويات. كما اقترح أن يتم تبني المشاريع الصغرى كأفضل وأنجع بديل عن هذه الآليات الهشة وضخ الميزانية المخصصة لها لمساعدة الشباب العاطل على الانتصاب الشخصي وخلق فرص حقيقية ودائمة.
سألنا السيد عامر الجريدي رئيس حركة مواطنة عن رأيه في هذه الآليات وعن مدى جدواها في إحداث مواطن شغل قارة فأكد بأن هناك حاجة لهذه الآليات ولكنها لا تعدو أن تكون وقتية جدّا وعبارة عن مسكنات ريثما تهتدي الحكومة مع القطاع الخاص والمستثمرين لإحداثات شغل مستدامة. والمقترح في هذه المرحلة فتح حضائر كبرى لتعزيز البنى التحتية (طرقات، سكك حديدية، مناطق صناعية متطورة، تشجير الغابات المتدهورة...) تستوعب عشرات الآلاف من اليد العاملة وتهيـّا لتنمية مستدامة.
وبإتصالنا بالسيد فتحي اللطيف عضو المجلس التأسيسي (دائرة القيروان) بيّن انه من حق أعوان الآليات الذين يشغلون مسؤوليات ويسدون شغورات في المؤسسات التي يشتغلون فيها أن يتم تسوية وضعيتهم وبيّن أن هناك من أعوان الآلية من يشرفون على مكاتب منذ سنوات. كما أشار في المقابل الى أن منظومة الآليات هي ليست بمنظومة تشغيل بقدر ما تهدف الى الاعداد للحياة المهنية وهي بمثابة تربص وأحيانا للمساعدة الاجتماعية وليست لسد شغور. ودعا الى ضرورة القضاء على جميع أشكال آليات التشغيل الهشة.
وفي خضم كل هذه الآليات وكل ما قيل حولها يبقى الشاب التونسي في بحثه الدؤب عن موطن شغل قار يضمن له كرامة الحياة وقد اتفق الجميع على أن آليات التشغيل الوقتية تجعل من العاملين ضمنها كأصحاب الأعراف لا هم في الجنة ولا هم في النار فهذه الآليات الهشّة هي شكل من أشكال البطالة المبطنة .

تحقيق خالد السقني


فصل الخطاب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وضع المنهاج، وأضاء للعقول بهديه السراج، وجعل البيت مثابة لكل حاج، وصلى الله على إمام ليلة الإسراء والمعراج، محمد الصادق الطاهر الأمين، رحمة الله للعالمين، وسيد الرسل وخاتم النبيين، وإمام الدعاة لخير هدي وخير دين، وعلى آله الأطهرين، وصحبه الأكرمين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
وبعد:
لكم يأسى القلب وتدمى الروح حين يرى الفرقة والتشرذم، وكم يرتعب العقل حين يستقرئ ويستنبط ويستشف ويستشعر، وكم نأسف حين نرى البعض ينزع من حسبانه وحسبته تونس، وشعب تونس، بين نقيض ونقيضه، كلّ يسعى ولكن ليس سعي مترفق أو محب، بل سعي مبغض متعصب.
حسنا يا إخوتي وأخواتي، يا أبناء بلدي الطيب وشعبي الحبيب، فلنتوقف عن الجدل لحظة، ولنرم من أيدينا الحجر ومن أفواهنا الجدل العقيم، ولنتفكر: ألم يكن يحكمنا طاغوت؟؟ ألم نكن أغرابا في أوطاننا؟؟ ألم ينصرنا الله؟؟؟ فكيف نترك كل ذلك وراءنا ونتخذه ظهريّا ثم يمضي هذا خلف وهمه وذاك خلف حقده والآخر خلف مصالحه..لكأن الله لم يحقق لنا غاية ولم يرفع لنا راية !!!
عجيب والله عجيب..فلنتأمل مثل بني إسرائيل: نجاهم الله من فرعون وهامان وآل فرعون بعد ظلم واستبداد ومآس كثيرة: “وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)” الاعراف.
وشقّ الله لهم البحر، وآتاهم الألواح فيها العلم والحكمة، وفجّر لهم الصخر ينابيع،
وأنزل عليهم المن والسلوى، فما كان منهم إلا أن غفلوا عن كون النعمة حين لا تتم من العبد بالشكر ومن الله بالتثبيت تصبح أشد من النقمة: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ (61)” البقرة
ربما نبتلى ببصل من هنا وقثاء من هنالك، وربما تغلب الأهواء بعضنا فيرهنون مذهب مالك لدعيّ هالك، وربما تعصف الأهواء ببعضنا كذلك، فيغلقون الطريق على كل متدبر وسالك، ويمضون بالوطن في طريق الفتن والمهالك، ويشترون بالنهار الليل الحالك.
بل وربما يتآمر البعض على الوطن وعلى الشعب وإرادته، وعلى ما حقق بدماء أبنائه وحرية انتخابه، ليصبح الحقد على حزب فاز أو فرد امتاز بابا لتعطيل كل شيء لمجرد التعطيل والانحياز، ومنع كل حلّ وكل فعل وكل إنجاز…
يا أبناء وطني ويا أحبتي، يا إخوتي ويا أخواتي، على اختلاف أفكاركم ورؤاكم، لا يفتن بعضكم بعضا ولا يستمعن بعضكم في أخيه لعدو الوطن، وليتق الله ربه، أو فلينظر إلى أن غرق البلاد غرق لكل أهلها ولا أحد سيخرج من الحريق بوجه غير محترق.
هل بعد أن عانينا من الدروشة، والفرنسة، وبعد أن عُلّبنا بالبرقبة، وغيّبنا بالبنعلة، ونُهبنا بالليللة، وحوصرنا بالصهينة، علينا بعد أن نبتلى بالوهبنة..والشيطنة والطلينة؟؟ فلنرجع للتونسة،ولنتذكر أننا تونسيون، بلادنا أغلى من أرواحنا، وأن علينا أن لا نضيع دماء الشهداء هدرا، ولا نأتي بعدهم غدرا، ولا نترك العدو يوغر صدورنا ببعضنا صدرا صدرا، وأن ديننا تاجنا وميزتنا، وأن مذهب الإمام مالك ونهج سحنون وابن عرفة والمحجوب وسادتنا خط أحمر، وأن السلم الاجتماعي خط أحمر، وأن وحدة الشعب التونسي خط أحمر، وأن إرادة الشعب خط أحمر…ومن كان ولاؤه لغير وطنه وشعبه ودينه فقد خان وهان واستهان، فلينظر كلّ منا إلى حاله وقلبه وليقسه بالحكمة ويوقفه أمام الحجة والبرهان، وليجادل أخاه بالحكمة والرفق والحب والإحسان، وليعلم أن التونسيون إخوة وأن دماءهم حرام وأعراضهم والأبدان، فمن فهم هذا البيان، وأنطق بالحق اللسان، وثبّت على الحق الجنان، فقد فاز وكان ثقيل الميزان، ذا حظوة عند الرحمن، ونال السعادة والرضوان، ومن فتنه الفتّان، وغرّه دعيّ الزمان، ورام تمزيقا للألفة وحرقا للمكان، ونسي ما شرح الله وأبان، من الرفق والرحمة في القرآن، وفي سجية وسنة المصطفى العدنان، وفي منهج السلف الصالح ذي المكانة والشان، بل وما كان من حكمة وميثاق تعامل الإنسان مع الإنسان، فقد شقي بلا ضمان، وسدر بلا أمان، وجهل الحقيقة فما استبان، وخان الأمانة فهان، فالله الله يا إخوتي أن تخونوا أوطانكم، فإن أعظم خيانة خيانة الأوطان
الدكتور مازن الشريف
عاصمة تونس أرض اللطف حماها الله
السبت، 10 ربيع الثاني، 1433 هـ الموافق لـ 03 مارس، 2012 م

lundi 5 mars 2012

وفاة تلميذ متأثرا بحروق جراء احتراق مبيت الاعدادية.


توفي ظهر امس الاثنين احد التلاميذ المصابين في حريق مبيت المدرسة الاعدادية الامام سحنون ببوحجلة (القيروان). ويدعى زياد السفسافي (8أساسي) وذلك بعد ايام من اقامته بمستشفى سهلول بسوسة. وقد مثلت الحادثة صدمة للتلاميذ والمربين.
حادثة  احتراق المبيت جدت فجر الثلاثاء الماضي وادت الى اصابة 3 تلاميذ بحروق متفاوتة بينهم تلميذ حروقه من الدرجة الثالثة. وقد تم نقل التلاميذ الى قسم الأغالبة بالقيروان لتلقي العلاج. وقد تم نقل احدهم الى مستشفى سهلول قبل احالته الى مركز الحروق البليغة ببن عروس. في حين تم الابقاء على الاثنين الاخرين بقسم الاغالبة الذي يفتقر الى اختصاص معالجة الحروق. بذل الاطار الطبي جهوده في علاجهما في حدود ما توفر من امكانيات وتجهيزات.
وقد تم نقل التلميذ المتوفي (زياد) من قسم الاغالبة الى مستشفى سهلول وقدمت له الاسعافات اللازمة لكن الطفل فارق الحياة متأثرا بالإصابات التي تعرض اليها.
التلميذ زياد السفسافي يدرس بإعدادية الامام سحنون ببوحجلة وهو والده متوفي كما توفي شقيقه منذ مدة وتعيش اسرته ظروفا صعبة.
من جهة ثانية اشار احد المربين الى ان عديد الجهات المسؤولة بالقيروان عاينوا الاصابات كما عاينوا ظروف العلاج التي قال انها غير جيدة. واكد ان التلميذ الذي تعرض الى اصابات من الدرجة ثانية لم يكن من المتوقع ان تتسبب في وفاته في حين تم انقاذ حياة التلميذ الذي صنفت حروقه من الدرجة الثالثة. وارجعوا ذلك الى غياب العناية بالتلميذ ونتيجة ما قالوا انه اهمال حسب زعمه.
ويذكر ان المدرسة الاعدادية استأنفت نشاطها وشرع التلاميذ في اجراء الامتحانات في ظروف عادية.
ناجح الزغدودي

dimanche 4 mars 2012

منتزه غرناطة ....ولادة متنفس جديد لأهل القيروان


تشتكي مدينة القيروان كغيرها من المدن الداخلية من قلّة الفضاءات العائلية والترفيهية وهذا ما يزيد الضغوط النفسية المسلطة على المواطن وتجعل حياته أكثر قسوة وجفافا وقد كان هذا الدافع الرئيسي للسيد عبد الله جراي وهو فلاح أصيل منطقة القيروان للتفكير في مشروع لمنتزه عائلي وترفيهي يكون متنفسا لأهل المدينة ولأطفالهم ويعطي إضافة للمرافق الترفيهية شبه المفقودة في عاصمة الأغالبة.
المشروع انطلق منذ مدّة ولكن لم تكتمل أشغاله إلى حدّ الآن وقد توجهنا لصاحب المشروع ليطلعنا عن مستوى تقدم الأشغال وتاريخ الافتتاح.
وقد أوضح السيد عبد الله بأن  منتزه غرناطة يمتد على مساحة هكتاران ويحتوى على عديد المرافق الترفيهية من أهمها بحيرة اصطناعية ومطعم ومجموعة من المقاهي وقاعات الأفراح إضافة إلى مسبحين وفضاءات مفتوحة للتنزه ويقع في وسط مساحات خضراء شاسعة  تبعد حوالي 5 دقائق عن وسط المدينة.
كما أكد بأن التمويل لهذا المشروع ذاتي وبأن الكلفة الإجمالية تجاوزت 600 ألف دينار ومن المتوقع أن يوفر المنتزه قرابة 40 موطن شغل قار لشباب الجهة من ذوي المهارات المهنية والعملة وحتى من أصحاب الشهادات العليا .

وعن أسباب تأخر الافتتاح أكد صاحب المشروع بأن الأسباب تعود للعوامل الطبيعية التي عطلت السير العادي للأشغال ولا توجد أي مشاكل مع الجهات المختصة حيث وجد تجاوبا وتشجيعا من كل الأطراف وأعلمنا بأن الافتتاح سيكون في منتصف شهر مارس القادم وتمنى بأن يكون هذا المنتزه ملاذا لأهل القيروان للترفيه عن عائلاتهم والاستمتاع بطبيعة المنطقة الخلابة بعيدا عن مصادر التلوث والضجيج الذي يملأ المدينة.
خالد السقني