القيروان موطن "رجال صبرة" وهي أول عاصمة في تونس وفي إفريقية. منطلق
الثورات بأنواعها الفكرية والعلمية والدينية والسياسية في اكثر من مرحلة مفصلية في
تاريخ تونس. وهي ارض فرسان جلاص. لكنها من الجهات المغضوب عليها خلال حكم نظامي ما
بعد الثورة، تواصل مكانها تحت الظل أين ينتظر أبناؤها في صبر مستمد من "رجال
صبرة" تنمية وعيشا كريما وتحسنا في المشهد القاتم.
رجال القيروان وخصوصا شبانها هم جزء من هذا الشعب الذي ثار وانتفض. ومطالبهم هي جزء من مطالب الشعب التونسي الذي يطلب الكرامة قبل الخبز أحيانا ولا يجد الخبز في اكثر من حين. نعم البطالة هاجس وطني يعمل الجميع على معالجته وقد يظل من المسائل التي لا تحل الا بعد طول سنين.
انتظرت القيروان ان ينصف أبناؤها وان يعاد اليها اعتبارها ومجدها وقيمتها الحضارية والروحية والاقتصادية والتنموية. وان يستفيدوا من مقومات الثراء فيها ومواطن الاستثمار. لكن مازالت القيروان تنتظر حظها (تندب) رغم أنها الجهة الأكثر ثراء والجهة التي تمثل مائدة البلاد وملء البطون بل وأيضا إبداع العقول في شتى الفنون.
الشبان المعطلون الذين جربوا شتى الطرق المتاحة في التعبير عن مطالبهم فانخرطوا في لجان وفي نقابات وفي اتحادات وفي رابطة...تعددت الأسماء وتشتت المطالب وذهبت في مهب الريح الإداري والنسق البطيء للتنمية. هنا اكثر من 10 آلاف شاب وكهل من ذوي الشهائد العليا لا زالوا معطلين يضاف اليهم عدد الذين لا يملكون شهائد عليا وهم عاطلون. ويضاف اليهم عدد الذين ادخلهم الفقر السجون. وعدد الذين راموا النفاذ بجلودهم من الاحتراق فاحترقت أكباد الأمهات حزنا على فقدانهم في البحر...وتبقى القيروان أسفل الترتيب تنمويا.
ما يحسب لولاية القيروان هو ما تنعم به من هدوء وغياب لمظاهر العنف السياسي من اي مصدر. ولغياب ما تصفه الحكومة بالمؤامرة وهذا مؤشر على رغبة أبناء القيروان في البناء. بل ان ما حصل أثناء إضراب عمال البلدية في عديد الجهات، لم يحصل في القيروان ويحمل ذلك اكثر من معنى إيجابي.
بل ان الجوائح الطبيعية التي اجتاحت عديد المناطق سواء أثناء نزول الثلوج او أثناء الفيضانات، لم تشهد القيروان مثيلا لها رغم أن الحالات الاجتماعية لا تقل عن اية حالة من الحالات التي شوهدت. كأن العوامل الطبيعية التزمت بالهدنة التي طلبها رئيس الجمهورية وكان القيروان التزمت بهذه الهدنة في صمت لا تطالب...فنسيت وهمشت !
صورة القيروان الآمنة والهادئة يتم قراءتها للأسف على أنها صمت وتناسي للمطالب الشعبية من أبناء الجهة. وهذا ما يؤسف أبناء الجهة الاعتقاد فيه والتفكير فيه. ولا يغرن أحد صمت الصامتين ولا تفرق المطالبين. والمطالب متواصلة وتتكرر يوميا والاحتجاجات تجتاح المؤسسات. والتنمية تغيب كما هو معلوم مع شروق شمس الحقيقة. واضرابات الجوع متواصلة والاعتصامات متواصلة...ولكن المسؤولون لا يرونها والإعلام المرئي لا يريها وربما لان من نعتقد انه يقرأ ما نكتب هو في الحقيقة لا يقرأ.
ولا شك انه من دخل القيروان من المسؤولين فهو آمن من العبارة السحرية لان أبناء القيروان وهم أحفاد "رجال صبرة" هم من الصابرين. وقد حان الوقت ليستثمر هذا الأمان ويدعى المستثمرون الى دخول القيروان وإقامة المشاريع فيها. وهذا من مشمولات السلط الجهوية والجمعيات التي عليها ان تستثمر منتوجا مطلوبا هذه الأيام ويمثل أرضية صالحة لبعث المشاريع الى جانب ضرورة توفير مختلف المقومات.
من دخل القيروان فهو آمن ولكن أبناء القيروان يطلبون الأمن في كرامتهم وفي خبزهم...سريعا حتى لا ينفذ صبر أحفاد رجال صبرة !
رجال القيروان وخصوصا شبانها هم جزء من هذا الشعب الذي ثار وانتفض. ومطالبهم هي جزء من مطالب الشعب التونسي الذي يطلب الكرامة قبل الخبز أحيانا ولا يجد الخبز في اكثر من حين. نعم البطالة هاجس وطني يعمل الجميع على معالجته وقد يظل من المسائل التي لا تحل الا بعد طول سنين.
انتظرت القيروان ان ينصف أبناؤها وان يعاد اليها اعتبارها ومجدها وقيمتها الحضارية والروحية والاقتصادية والتنموية. وان يستفيدوا من مقومات الثراء فيها ومواطن الاستثمار. لكن مازالت القيروان تنتظر حظها (تندب) رغم أنها الجهة الأكثر ثراء والجهة التي تمثل مائدة البلاد وملء البطون بل وأيضا إبداع العقول في شتى الفنون.
الشبان المعطلون الذين جربوا شتى الطرق المتاحة في التعبير عن مطالبهم فانخرطوا في لجان وفي نقابات وفي اتحادات وفي رابطة...تعددت الأسماء وتشتت المطالب وذهبت في مهب الريح الإداري والنسق البطيء للتنمية. هنا اكثر من 10 آلاف شاب وكهل من ذوي الشهائد العليا لا زالوا معطلين يضاف اليهم عدد الذين لا يملكون شهائد عليا وهم عاطلون. ويضاف اليهم عدد الذين ادخلهم الفقر السجون. وعدد الذين راموا النفاذ بجلودهم من الاحتراق فاحترقت أكباد الأمهات حزنا على فقدانهم في البحر...وتبقى القيروان أسفل الترتيب تنمويا.
ما يحسب لولاية القيروان هو ما تنعم به من هدوء وغياب لمظاهر العنف السياسي من اي مصدر. ولغياب ما تصفه الحكومة بالمؤامرة وهذا مؤشر على رغبة أبناء القيروان في البناء. بل ان ما حصل أثناء إضراب عمال البلدية في عديد الجهات، لم يحصل في القيروان ويحمل ذلك اكثر من معنى إيجابي.
بل ان الجوائح الطبيعية التي اجتاحت عديد المناطق سواء أثناء نزول الثلوج او أثناء الفيضانات، لم تشهد القيروان مثيلا لها رغم أن الحالات الاجتماعية لا تقل عن اية حالة من الحالات التي شوهدت. كأن العوامل الطبيعية التزمت بالهدنة التي طلبها رئيس الجمهورية وكان القيروان التزمت بهذه الهدنة في صمت لا تطالب...فنسيت وهمشت !
صورة القيروان الآمنة والهادئة يتم قراءتها للأسف على أنها صمت وتناسي للمطالب الشعبية من أبناء الجهة. وهذا ما يؤسف أبناء الجهة الاعتقاد فيه والتفكير فيه. ولا يغرن أحد صمت الصامتين ولا تفرق المطالبين. والمطالب متواصلة وتتكرر يوميا والاحتجاجات تجتاح المؤسسات. والتنمية تغيب كما هو معلوم مع شروق شمس الحقيقة. واضرابات الجوع متواصلة والاعتصامات متواصلة...ولكن المسؤولون لا يرونها والإعلام المرئي لا يريها وربما لان من نعتقد انه يقرأ ما نكتب هو في الحقيقة لا يقرأ.
ولا شك انه من دخل القيروان من المسؤولين فهو آمن من العبارة السحرية لان أبناء القيروان وهم أحفاد "رجال صبرة" هم من الصابرين. وقد حان الوقت ليستثمر هذا الأمان ويدعى المستثمرون الى دخول القيروان وإقامة المشاريع فيها. وهذا من مشمولات السلط الجهوية والجمعيات التي عليها ان تستثمر منتوجا مطلوبا هذه الأيام ويمثل أرضية صالحة لبعث المشاريع الى جانب ضرورة توفير مختلف المقومات.
من دخل القيروان فهو آمن ولكن أبناء القيروان يطلبون الأمن في كرامتهم وفي خبزهم...سريعا حتى لا ينفذ صبر أحفاد رجال صبرة !
• ناجح الزغدودي
المقال نشر اليوم في الشروق
شكرا للاصدقاء الذين اتصلوا بي وعبروا عن اعجابهم به. (رغم ان مواطنا مجهولا اتصل بي وتوجه نحوي بعبارات بذيئة. فدعوت الله ان يسامحه وانا لا اعرف. والسبب انه لا يقرا ويفتح فمه ولا يفتح عينيه ولا يفتح أذنيه.شكرا لمن اتصل بي وكل اناء بما فيه يرشح/ كل نفس بما كسبت رهينة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire