ابحث cherche

jeudi 29 décembre 2011

جدارية عملاقة بالقيروان


جدارية عملاقة بالقيروان

صور ونص لعادل النقــاطي

فوزي الخليفي شاب تونسي أصيل مدينة قابس ويعيش في كندا، قدم القيروان في استضافة بلديتها وببادرة من جمعية الخلدونية بالعاصمة ليرسم جدارية بتقنيته التي يتقنها هو وأنجز بواسطتها عديد الجداريات في مختلف مدن العالم الشهيرة كدبي والشارقة ولوس انجلس ونيويورك، إنّها تقنية "الجرافيتيس" التي يمارسها الشباب على الجدران في شتى أنحاء العالم بطريقتهم العفوية الثائرة والمتحدية حيث يخطون ويرسمون بواسطة علب الألوان شعارات ورسوم تعبّر عن مواقف معينة، ولكن فوزي حوّلها إلى أداة للإبداع فيصبح فنه "كاليغرافيتيس" أي فنّ الخطّ بالرشّ. 





 على الحائط الخارجي للمركب الثقافي بالقيروان الذي يمسح 300 مترا مربعا تقريبا بدأ عمله وحيدا يرافقه كاميرامان من كندا يوثق له عمله، ولكن سرعان ما بدأ بعض الشباب يبدأ في مراقبته ثم مساعدته ليصبحوا بعد ساعات من بداية العمل شركاء فنباهتهم وحبهم للفكرة جعلتهم يندمجون بسرعة فيه.
الانجاز يتمثل في رسم بيتين شعريين لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه  قال فيهما:
رأيت الدهر مختلفاً يدورُ       فَلاَ حزْن يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك به قصوراً    فلم تبق الملوك ولا القصور



العمل تواصل أسبوعا كاملا في ماراطون حقيقي من الألوان والخطوط التي تمدّ رأسها رويدا رويدا ليفاجأ المارون بلوحة عملاقة تعتمد الخط الكوفي تملأ فضاء باب الجلادين.
الفنان فوزي الخليفي الذي انتقل من "بخّ" الجدران بباريس إلى استعمال طريقته هذه في انجاز جداريات تتنافس المدن العالمية للفوز بانجاز منه فرسم على جدران دبي والشارقة والدوحة وباريس وبرلين وشيكاغو ولوس أنجلس ونيويورك ومونتريال التي يقيم بها وغيرها من المدن العالمية، موظفا فنّ الخطّ العربي لإبداع لوحات ضخمة يقول عن لوحته في القيروان أنّها الأكبر في مسيرته الفنيّة استعمل فيها ألوانا حارة تماثل روح القيروان وألوانها، وأهمّ كسب حصّله هو هذا الشباب الذي أحاط به وتعلّم منه التقنية والأداء وهو متأكد أنّهم أخذوا منه المشعل ليرسموا جدران مدينتهم وهو ما يحقق ديمقراطية الفنّ.



مرافقه الموثّق الكندي جون فيليب أكد أنّه التقط ستة الاف صورة وعشرين ساعة فيديو، وأنّ المدينة سحرته بمعالمها وعبق تاريخها ووجوهها المبتسمة.
جدارية القيروان، جدارية الثورة تحمل تنبيها للحكام أنّها لو دامت لغيرهم لما آلت إليهم لعلّهم يتفكّرون.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire