ابحث cherche

mardi 6 mars 2012

آليات التشغيل...مسارات عديدة ...حلول وقتية...وآليات هشّة


نظّم فرع الرابطة التونسية للدفاع عن أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بالقيروان وقفة احتجاجية سلمية طالب خلالها مجموعة من الشباب من ذوي الشهادات العليا الحكومة بتقديم برنامج مرحلي واضح لملف التشغيل والإسراع في محاسبة الفاسدين وقد أصدرت الرابطة بيانا ضمنته مجموعة من النقاط والمآخذ على الحكومة كتأخر بعض الوزارات في الإعلان عن نتائج المناظرات أو التأخر في سن قوانين خاصة بمن تجاوزت أعمارهم السن القانوني للوظيفة العمومية إضافة إلى تواصل تدخل إتحاد الشغل في الانتدابات ولكن من أهم النقاط التي أكد عليها نائب رئيس فرع الرابطة السيد رؤوف الفطناسي مسألة الآليات الوقتية للتشغيل وضرورة إيجاد حلول بديلة لتعويض هذه الآليات أو المسكنات والتي تعتبر حسب رأيه نوعا من البطالة المبطنة.
تحولنا إلى مقر جامعة القيروان حيث يتواصل منذ أكثر من عشرة أيام اعتصام العشرات من الشبان العاملين ضمن آليات التشغيل الوقتية (الحضائر وآلية 20 و16) والتابعين لسبع مؤسسات جامعية منها مؤسستان في القصرين وسيدي بوزيد وقد انصبت مطالبهم على المطالبة بحقهم في الترسيم والإدماج حسب شهائدهم العلمية وعبروا عن استيائهم من الآليات الهشة التي لم تقم سوي بتأجيل مشاكلهم ولم تقدم حلا جذريا يمكنهم من موطن شغل قار يضمن كرامتم وكرامة عائلاتهم.
آليات التشغيل الوقتية لدى وزارة التكوين والتشغيل
وفي محاولة للتعرف على هذه الآليات التشغيلية ومدى تطابق أهدافها مع واقع الأمر اتصلنا بالسيد علي عطي رئيس مكتب التشغيل بالقيروان  الذي شرح لنا أنواع الآليات المتبعة لدى وزارة التكوين والتشغيل وأهدافها وبدأ بآلية تربصات الإعداد للحياة المهنية  "SIVP"والتي وفرت حسب إحصائيات سنة2011 قرابة 355 فرصة  لشباب القيروان من ذوي الشهادات العليا على اكتساب مهارات مهنية لتيسير إدماجهم في الحياة النشيطة ، الفترة الزمنية لهذه الآلية سنة قابلة للتجديد ويشترط في المترشح أن يكون  طالب شغل لأول مرة ومحرز على شهادة تعليم عال أو على شهادة معادلة منذ مدّة لا تقلّ عن ستة أشهر ويكون هذا التربص بالأساس بمؤسسات القطاع الخاص، على أنه يمكن أن يتم بالقطاع العمومي.
الآلية الثانية المعتمدة هي ما يسمى بآلية 50% أو ما يسمى بعقد إدماج حاملي شهادات التعليم العالي والتي تهدف إلى تمكين المنتفع بها من اكتساب مؤهلات مهنية بالتّناوب بين مؤسسة خاصة وهيكل تكوين عمومي أو خاص وذلك وفقا لمتطلبات موطن شغل تتعهد المؤسسة بانتدابه فيه ويشترط أن يكون المترشح محرزا على شهادة تعليم عال أو على شهادة معادلة و تجاوزت فترة بطالته الثلاث سنوات بداية من حصوله على الشّهادة المعنية وقد تراجع عدد المتمتعين بها إلى 15 فقط سنة 2011 بسبب بعث برنامج البحث النشيط عن العمل (أمل) والتي تسند خلالها منحة شهرية بقيمة 200د وتغطية طبية لمدة أقصاها سنة لحاملي شهادات التعليم العالي العاطلين عن العمل.
الآلية الرابعة المعتمدة هي آلية برنامج الخدمة المدنية التطوعيّة والتي تستهدف حاملي شهادات التعليم العالي من طالبي الشغل لأول مرة، والذين لم ينتفعوا سابقا بتربّصات إعداد للحياة المهنية وقد تمتع بها في القيروان في السنة الفارطة حوالي 320 شاب وتدوم مدة البرنامج سنة واحدة قابلة للتجديد.
وعن مدى جدوى هذه الآليات في خلق مواطن شغل قارة للشباب العاطل أكد السيد علي عطي على أن هذه الآليات وجدت أساسا لهدف تكوين ورسكلة ذوي الشهادات العليا ومنحهم خبرة عملية كخطوة لإدماجهم في المؤسسات الخاصة والعمومية والمنح المالية هي عبارة عن حافز لتشجع الشاب على الإقبال على مثل هذه التربصات يقابلها مجموعة من الحوافز والإعفاءات الجبائية التي تمنح لتشجيع المؤسسات الخاصة على المساهمة في التكوين المتخصص بهدف الانتداب ولكن وللأسف  وقع حياد عن هذه الأهداف وأصبحت أغلب هذه المؤسسات تستغل هذه الميزات وتعمد إلى التخلص من المتربصين الذين انتهت فترة عقدهم دون انتدابهم  وتطلب تعويضهم بمتربصين جدد ليستمر تمتعها بالإعفاءات والامتيازات.

آليات التشغيل الوقتية تحت مظلة صندوق التشغيل2121
ويستمر بحثنا عن بقية الآليات الوقتية في مقر ولاية القيروان حيث اتصلنا بالسيد شكري المحفوظي رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والسيد سمير جاوحدو المكلف بصندوق التشغيل 2121 في محاولة لإلقاء الضوء على بقية آليات التشغيل المعتمدة والتي تنضوي تحت مظلة صندوق التشغيل 2121 ومن أهمها الآلية 16 وتشمل متربص ذات أشغال مصلحة عامة  بعقد تشغيل يدوم 9 أشهر و بمنحة قدرها 120د شهريا ومؤطر من ذوي الشهادات العليا بعقد تشغيل بقيمة 300د شهريا وعقد يدوم نفس المدة الزمنية وقد تمتع حوالي 1900 شاب من ولاية القيروان بهذه الآلية خلال سنة 2011.
الآلية الثانية المعتمدة هي الآلية 14 والخاصة بالصناعات التقليدية تدوم 9 أشهر بمنحة قدرها 50د شهريا.
الآلية 7 والخاصة بتعليم الكبار والخاصة بذوي الشهادات العليا بمنحة  تتراوح بين 200د و250د حسب الشهادة العلمية وتدوم على امتداد سنة دراسية.
الآلية 20 وقد تم إلغاؤها سنة 2011 بعد أن تم يعث برنامج "أمل" كما ألغيت عدة آليات كان من الممكن تعديل صيغها والإبقاء عليها كالآلية 35 أو التربص الذي ينتهي بالإدماج بعد 5 سنوات.
آليات التشغيل الوقتية في ميزان المجتمع المدني
السيد عادل الزيتوني عضو بجمعية أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بالقيروان تحدث عن آليات التشغيل الوقتية ووصفها بالمسكنات كما عاب على هذه الآليات الهشة توظيفها السياسي وأقترح تحييد ملف التشغيل وإبعاده عن الحسابات والتجاذبات السياسية وذلك بتوحيد  كل الآليات الحالية في آلية واحدة بإشراف وزارة التكوين المهني والتشغيل إضافة إلى صياغة آلية وطنية للتشغيل بمقاييس ومعايير تضمن الشفافية وتكافؤ الفرص وتدعيم ذلك بإنشاء منظومة معلوماتية موحدة لحصر العاطلين وترتيبهم حسب الأولويات. كما اقترح أن يتم تبني المشاريع الصغرى كأفضل وأنجع بديل عن هذه الآليات الهشة وضخ الميزانية المخصصة لها لمساعدة الشباب العاطل على الانتصاب الشخصي وخلق فرص حقيقية ودائمة.
سألنا السيد عامر الجريدي رئيس حركة مواطنة عن رأيه في هذه الآليات وعن مدى جدواها في إحداث مواطن شغل قارة فأكد بأن هناك حاجة لهذه الآليات ولكنها لا تعدو أن تكون وقتية جدّا وعبارة عن مسكنات ريثما تهتدي الحكومة مع القطاع الخاص والمستثمرين لإحداثات شغل مستدامة. والمقترح في هذه المرحلة فتح حضائر كبرى لتعزيز البنى التحتية (طرقات، سكك حديدية، مناطق صناعية متطورة، تشجير الغابات المتدهورة...) تستوعب عشرات الآلاف من اليد العاملة وتهيـّا لتنمية مستدامة.
وبإتصالنا بالسيد فتحي اللطيف عضو المجلس التأسيسي (دائرة القيروان) بيّن انه من حق أعوان الآليات الذين يشغلون مسؤوليات ويسدون شغورات في المؤسسات التي يشتغلون فيها أن يتم تسوية وضعيتهم وبيّن أن هناك من أعوان الآلية من يشرفون على مكاتب منذ سنوات. كما أشار في المقابل الى أن منظومة الآليات هي ليست بمنظومة تشغيل بقدر ما تهدف الى الاعداد للحياة المهنية وهي بمثابة تربص وأحيانا للمساعدة الاجتماعية وليست لسد شغور. ودعا الى ضرورة القضاء على جميع أشكال آليات التشغيل الهشة.
وفي خضم كل هذه الآليات وكل ما قيل حولها يبقى الشاب التونسي في بحثه الدؤب عن موطن شغل قار يضمن له كرامة الحياة وقد اتفق الجميع على أن آليات التشغيل الوقتية تجعل من العاملين ضمنها كأصحاب الأعراف لا هم في الجنة ولا هم في النار فهذه الآليات الهشّة هي شكل من أشكال البطالة المبطنة .

تحقيق خالد السقني


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire