ابحث cherche

mardi 22 novembre 2011

انطلاق الاحتفال بمائوية المسعدي بالقيروان


انطلاق الاحتفال بمائوية المسعدي بالقيروان
القيروان : الصحافة
بدأت القيروان يوم الجمعة 18 نوفمبر بتنفيذ برمجتها الخاصة بالاحتفاء بمائوية الأديب الكبير محمود المسعدي  حيث انتظمت بقاعة الندوات بالمركب الثقافي أسد بن الفرات الحلقة الأولى في هذا الإطار والخاصة  بمداخلة و قراءات لنصوص و رسائل مجهولة بإشراف اللأديب الشاعر حسين القهواجي وتنشيط من مدير الدار خالد العجرودي  .
وقع ضمن الأمسية تقديم مجموعة من الكتب النقدية حول المسعدي لأبي زيان السعدي ومحمود طرشونة بالإضافة إلى مؤلفاته ، كما تمّ تقديم سيرة المحتفى به الذاتية وترجمته الموثوق بها .
وتم لأول مرة قراءة جزء من حوار أجراه الناقد العراقي الكبير ماجد السامرائي مع محمود المسعدي منشور في مجلة الأقلام العراقية في ست صفحات وأهم ما جاء فيه حديث المسعدي عن مأساة الإنسان، هذا الكائن الوحيد الذي يطرح حوارق الأسئلة
تطرق اللقاء إلى علاقة المسعدي بالشهيد المناضل فرحات حشاد وهو جانب منسي في سيرته الذاتية حيث أهداه كتاب السد وكانت بينهما مكاتبات، كذلك وقع الحديث عن رسالة بعث بها المسعدي من تازركة سنة 1938 إلى صديقه الهادي نويرة حين كان يقيم بباريس ويحدثه فيها عن صديقه صالح بن يوسف والذي كانت بينهما صداقة أيضا ووثائق ومكاتبات.
تم في الأمسية قراءة أيضا نص نقدي لتوفيق بكار منشور في رحاب المعرفة حول " من أيام عمران" والتي خصصت وقتها عددا خاصا حول المسعدي.
وقد أكد الحضور على وجوب المحافظة على مجلة الحياة الثقافية التي أسسها المسعدي في السبعينات هذه المجلة العريقة والقيّمة والتي خصصت بعض الأعداد لدراسات حول أدب مؤسسها وفكره وقد اشتمل عدد صدر قبل وفاة المسعدي حوارا أجراه معه الأديب حسن بن عثمان يعتبر وثيقة هامة.
ومن الطرائف التي ذكرها الشاعر حسين القهواجي اهتمام المسعدي بالفن التشكيلي واقتناءه العديد منها  فبيته متحف لمدرسة تونس من عمار فرحات إلى يحي التركي وعبد العزيز القرجي وغيرهم فأكبر رسامي تونس موجودون في بيته بين الهدية من هؤلاء الفنانين والاقتناء، والمسعدي حينما كان يكتب تأملاته كان يستمع إلى الكونسولتو والسوناتا والسمفونيات وكان يقرأ لشوبنهاور على نغمات بتهوفن الساحرة 
ومن النصوص الجميلة للمسعدي التي كتبها عن القيروان سنة 1958 والتي قرأها القهواجي بصوته الجميل:
القيروان المدينة المليئة التاريخ بكبير الأحداث وعظيم العبر مما يصغر في جانبها كثير الكلام، فهي هي في العز والقوة والضعف والعجز، أثقال أبعاد راسخة ممتدة كصمود الصخر الأبيّ في وجوه الذاريات العاصفات. قامت في نائي العصور أول عاصمة للإسلام والعروبة بشمال إفريقيا، وغذت أول عهودها روح البطولة الفاتحة، وأضاءت معالمها أنوار الحضارة الآمنة، وملأت جوانبها عقول العلماء الراجحة حتى كانت بالنسبة لكامل بلاد المغرب والأندلس نقطة الاندفاع ومعين القوّة ومرجع الحياة الغالبة مدى الدهور، وهي لا تزال إلى اليوم.
صومعة جامعها رابضة منذ القرون على أرض عرفت عزائم أهل البلاد كيف تخرج من قحطها الحياة ومن خلاءها الكيان، وكيف تجمع حول حجارتها الصامدة أمة قائمة على كر الأحقاب صامدة للزمان، منبعثة بعد كل رقدة أو أو نكبة، متخلصة من القيود والأصفاد، منطلقة من جديد إلى العزّة بعد الضعف، والحرية بعد الاستعباد والأمن بعد الاضطراب  والازدهار بعد الإجداء،  وإلى العلم والخلق والإنشاء بعد الجهل والانطواء، لذلك كلّه بقيت القيروان بين كل ما يمكن أن يرمز إلى روح هذه الأمة وجهادها الدائم في سبيل الكيان العبقري الحر رمزا في عهد الاستقلال والبناء بعيد المدى.
والجدير بالإشارة أنّ تونس بدأت متأخرة في هذه الاحتفالية حيث سبقتها القاهرة منذ الشهر الماضي والعدد الأخير لمجلة العربي خير دليل على ذلك.
عادل النقاطي
        

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire