ابحث cherche

mardi 11 octobre 2011


في القيروان
مئات المواطنين يحتجون ضد المس بالمقدسات الإسلامية ويطالبون بمحاسبة مثيري الفتنة
فجأة تجمع المواطنون في ساحة الشهداء بالقيروان وتحولت الساحة الخالية بسبب برودة الطقس، الى لقاء جماهيري حار وذلك على يومين. البداية انطلقت يوم الأحد بحوار بين مجموعة من الشبان. القينا نظرة ثم مررنا ظنا ان المسالة لا تعدو ان تكون حوارا محدودا او جدلا. لكن ما لبثت القلة ان تحولت الى كثرة تناهز الألف مواطن او يزيد عجت بهم الساحة. كما تكرر المشهد مساء يوم الاثنين 10 أكتوبر بنفس الساحة اثر دعوات لحشد الجماهير. وقد تجمهر المئات لمساندة الاحتجاج.
فقد تجمهر مئات الشبان والكهول والنساء والرجل بساحة باب الجلادين المعروفة بساحة الشهداء مساء يوم الاثنين 10 اكتوبر ، معبرين على احتجاجهم ضد ما وصفوه بتجاوزات قناة "نسمة" التونسية الخاصة. وذلك على اثر بثها فيلم كارتوني بعنوان "بلاد فارس" وهو فيلم من إنتاج فرنسي-إيراني تمت دبلجته الى اللهجة التونسية. وفيه تجسيد للذات الإلهية وتجسيد لحوار بينه وبين طفلة صغيرة فيها عبارات تجسد المنطوق الشعبي بتبذل دون اعتبار للمقامات وللصفات القدسية.

واعتبر المحتجون  في مهرجان شعبي دعت اليه جمعية العلوم الشرعية بالقيروان، ان هذا الفيلم يهدف الى استفزاز مشاعر المواطنين التونسيين المسلمين بحجة حرية التفكير والإبداع. وقد عبر الحاضرون عن استياءهم من عرض الفيلم الذي اعتبروه إساءته سافرة ومجانية للإسلام أكثر من الصور المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الدانمارك. وذلك في خطب متعددة لعدد من الشبان تواصلت بين صلاة المغرب والعشاء. وأكدوا على تمسك الشعب التونسي عموما وأهالي القيروان خصوصا بقيم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو الى السلم والتحابب ونفذ الفتنة.
ولم يخرج الاحتجاج عن الإطار السلمي رغم تصّعد وتيرة الغضب جراء ما وصف بالإساءة من قبل القناة أكثر من ذكر مصدر الفيلم او مخرجيه. وقد ذكر المحتجون بما سبق من اعتداء على المقدسات قبل أشهر من قبل مخرجة فيلم "لا ربي لا سيدي" وتصريحات محمد الطالبي. وقد شهد نفس المكان (ساحة الشهداء) احتجاجا جماهيريا. لكأن الأمر يكرر نفسه. وقد رفع المحتجون شعارات مناهضة لقناة "نسمة" (التونسية) منادين بمقاطعتها وبمحاسبتها على هذا الاعتداء وحث المجتمع المدني على تقديم شكاوى عدلية ضدها.
تشويش على الانتخابات
بينما أشار البعض الآخر من أصحاب الرأي المخالف، الى ان الفيلم الذي بثته قناة نسمة، هو في الأخير عمل إبداعي وقالوا انه يجب ان يكون حرا. موضحين ان المشاهد بيده آلة التحكم وبإمكانه التنقل عبر القنوات كما انه مخير بين فسخ القناة وعدم مشاهدتها وبين رفع قضية عدلية بعيدا عن الفوضى. كما ذكروا لن الفيلم سبق وعرض في دور سينما ولم يحدث مثل هذه الضجة التي يرى كثيرون انها مفتعلة وتهدف الى التشويش على الانتخابات وعلى بعض الأطراف السياسية
ويأتي هذا التحرك والتوتر الشعبي في وقت تعيش فيه البلاد أوج مراحل المسار الانتقالي في اتجاه الاستحقاق الانتخابي يوم 23 أكتوبر الذي تفصل عنه سوى ايام قليلة. وقد علمت الشروق من مصدر مطلع. ان الجيش الوطني سيعزز تواجده في الساحة بداية من يوم 15 أكتوبر من اجل توفير الأمن والحماية استعدادا للانتخابات.
وقد اشارت بعض الاطراف السياسية ان الأحداث الأخيرة شوشت على الانتخابات لكن تاثيرها لم يكن كبيرا في دائرة القيروان.
·        ناجح الزغــدودي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire